أذكر أن سعادة اللواء علي جميل حينماً كان مديرا للأمن العام قبل سنوات تقدم بمشروع إنشاء مكتب للتخديم وقد أخذ هذا المشروع طريقه للدرس والمناقشة.
أما الآن وقد أضرب هؤلاء الخدم حتى الصغار منهم عن الاستخدام وآثروا أنواعا من الارتزاق تمس سمعة البلاد وتؤثر على الحياة الاجتماعية والأخلاقية كما أشرت إلى ذلك في كلمتي السابقة.. وأعتقد أن مديرية الأمن العام ومديرية شئون الحج وأمانة العاصمة تؤيدني فيما أقول.
لقد آثر فريق من هؤلاء الصغار أن يحترف التسول.. وآثر فريق منهم أن يعمل في الحمالة.. وفريق في سقاية زمزم وفريق في التطويف وفريق في الأعمال المعمارية مع أن لكل نوع من هذه الأعمال مضاره الصحية والخلقية والنفسية ولكن أنى لهؤلاء الصغار أن يدركوا هذه الأضرار.
إنهم جميعا حينما يزاولون هذه الأعمال يعيشون كالمشردين فينامون في المساجد والشوارع ويتسكعون بعد انتهاء أعمالهم المحددة في الأزقة والمنعطفات في ثياب مهلهلة ومناظر مؤذية.
إن في الإمكان تحديد السن التي تجيز مزاولة هذه المهن ووضع قيود لها لتنظيمها وما فضل عن ذلك يحال إلى الاستخدام الذي تحتاج إليه البلاد ويعاني منه المواطنون أزمة لا يدركها الأمن وقع فيها مثلاًَ..
والآن أتوجه إلى سعادة مدير الأمن العام ليبعث من جديد مشروع إنشاء مكاتب للتخديم تشرف عليها إدارة الأمن العام وإلى أمانة العاصمة وإدارة شئون الحج ومكتب العمل لمعاونة الأمن العام بما تضعه من قيود وشروط لمزاولة الحمالة والأعمال المعمارية وسقاية زمزم والتطويف والشحاذة يتعاونوا جميعاً ليخرجوا لنا مكاتب التخديم التي يتوق إليها جميع المواطنين ويتلهفون على إبرازها والتي هي في الواقع خير وإسعاد لهؤلاء الصغار الذين لا يدركون خطر هذه الحرف التي يحترفونها على صحتهم وأخلاقهم ومستقبلهم وأسأل الله للجميع التوفيق.