الخميس, 25 أغسطس 2011 20:14

كل خميس

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

ما هذا الرعب وفقدان الأمل الذي يعيشه الإنسان العربي في قلب بلده ووسط داره؟؟ وما هذا التخريب المدمر الذي يمنى به بين حين وآخر فيفقد أمواله وأولاده وربما نفسه في غمضة عين، بينما هو آمن مطمئن لا يدور بخلده أنه قد يصبح في خبر كان بعد لحظات فإذا به يمسى وهو لا يأمن أن يطلع عليه الفجر وهو بين الأحياء ، وإذا أشرقت عليه شمس يوم فإنه لا يدرى هل تغرب وهو يمشى على الأرض أو يكون مدفوناً تحت الثرى وربما كان أشلاء ممزقة متطايرة هنا وهناك؟؟

ما هذا الذي يجرى في وطننا العربي تفجيرات هنا وهناك!! مذابح بين الأخ وأخيه في العروبة!! بلد عربي آمن مستقر يرسل عليه تجار الحروب وغربان الخراب وسماسرة الانقلابات وشياطين الإنس عصابات من هواة الدمار ومرتزقة الفساد في الأرض يزعزعون أمنه ويقلقون حكامه ويثيرون الفتن ويهدمون المساكن والمكاتب على الأطفال والنساء والموظفين أو يحرقونهم فيبيدون إخواناً لهم في الإنسانية وكأنهم حفنة من الحشرات والصراصير دون أن يرف لهم جفن أو يتحرك داخل أجسامهم قلب أو ضمير وكأنهم يلعبون لعب أطفال يتسلون ويتفرجون على الدماء المراقة والأشلاء المتطايرة فيظنونها بطولة أو فداء مع إنهم في نظري كما يقول الشاعر:

وفي الهيجاء ما جربت نفسي

ولكنى في الهزيمة كالغزال

فهم بدلاً من أن يفجروا طاقاتهم هذه داخل إسرائيل وعلى رؤوس الصهاينة الذين يحتلون أرضنا ومسجدنا المقدس فكل عربي وكل مسلم مدعو للجهاد في تحرير كل شبر من أرضنا وليس الفلسطينية فحسب فمن كانت لديه مثل هذه الطاقات التخريبية فليذهب إلى أرضنا المغتصبة – إن كان شجاعاً بحق – ليقتل ويفجر ويخرب – لا أن يذهب إلى الكويت أو أبو ظبي أو أي بلد عربي أو إسلامي ، فليس بلادنا مجالاً لاستعراض العضلات وبث الفزع بين المواطنين.

إنني أستطيع أن أقسم غير حانث – إن ما أخربناه بأيدينا وأعنى سفهاءنا – نحن العرب وما قتلنا من شعوبنا وما أفسدنا من حياتنا أضعاف ما استطاعت أن تفعله إسرائيل بنا وهي العدو.

لا أدرى أوجه كلامي هذا إلى أولئك الذين استطاعوا إغراء هذا الشباب الغض عن أبناء العروبة ودفعوه إلى هذه الحماقات التي يمارسونها والجرائم التي يرتكبونها في حق بلادهم وإخوانهم ، هذه الزهور من الشباب الذين استولى أولئك الأشرار من أمتنا على عقولهم واشتروا أعضاءهم لتسخيرها هذا التسخير الهمجي.. لا أدرى هل أوجه كلامي إلى هؤلاء أم إلى أولئك.. فأقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم أولاً ثم اتقوا الله في أوطانكم وفي مواطنيكم وإخوانكم الذين شردتم نساءهم وأطفالهم وأسلتم دماءهم وقطعتم أطرافهم وأتلفتم أموالهم وممتلكاتهم والمستفيد الوحيد من كل ذلك هو عدوكم وعدوهم وعدو الإسلام والعروبة في كل بقاع الأرض.

أما أنتم أيها الشباب فما هي إلا دريهمات لا تلبث أن تتلاشى في أيديكم ربما دفعتم ثمنها أرواحكم ثم لا تحصدون من وراء ذلك إلا الندم والحسرة على ما اجترحتم من السيئات، فاستيقظوا قبل فوات الأوان.. فلات ساعة مندم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 2
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي