جميل جداً أن يقدم بنك التنمية الصناعية خمسة بلايين ريال لدعم صناعة الأسمنت وهو جهد مشكور مقدور يضاف إلى أعمال هذا الصندوق في مجال دعم الصناعات الوطنية.
غير أننا نلاحظ أن صناعة الأسمنت رغم اتساعها وتعدد المصانع في مناطق المملكة واندفاع المواطنين للمساهمة بها لم تلق التشجيع التام من ناحية الحماية المفروض أن تتمتع بها هذه الصناعة بعد أن أربت على سد الحاجة وأصبحت تفيض عنها إلى درجة تدنت معها أرباح هذه الشركات تدنياً مخيفاً بسبب المنافسة الخارجية التي تهدف إلى ضرب الصناعة الوطنية وإرغامها على التراجع ليخلو لها الجو فترجع إلى الاستغلال والاحتكار.
إن صناعة الأسمنت – كما سبق أن أشرت – تعانى من المزاحمة الخارجية التي أصبحت خطراً على هذه الصناعة الكبرى التي تستثمر فيها مئات الملايين من استثمارات المواطنين من مختلف الطبقات وأي اهتزاز يعترى هذه الصناعة سوف يكون له أثر بالغ على الاقتصاد المحلى.
كما سيؤثر تأثيراً سيئاً على قدرة هذه الشركات على سداد القروض السخية التي قدمتها لهم الدولة عبر صندوق التنمية الصناعية ومن حق هذا الصندوق حفاظاً على أمواله أن يشارك في معالجة خطورة هذه المنافسة الخارجية والمطالبة بحماية هذه الصناعة من التدهور الذي سيصحبها – لا سمح الله – من جراء عدم فرض الحماية لها.
لقد توالت إعلانات شركات الأسمنت في تخفيض أسعارها مجاراة لأسعار الأسمنت السايب المستورد والذي يصدر من مصادره بأقل من التكلفة لإغراق سوق المملكة وضرب صناعة الأسمنت بها كما حفلت تقارير شركات الأسمنت بالشكوى المرة من هذه المنافسة والإغراق وعدم الحماية التي لاحظنا أنها فرضت لحماية صناعات أقل شأناً من صناعة الأسمنت ومصانعه المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة وحبست بها مئات الملايين من الريالات لعشرات الآلاف من المواطنين حتى امتلأت مخازنها بالأسمنت المخزون والذي تضاعف عن مخزون العام الماضي وسيستمر في المضاعفة إن لم تحم هذه الصناعة الهامة، فهل لنا أن نرجو من وزارة الصناعة ذلك؟؟