الاثنين, 05 سبتمبر 2011 12:07

مؤسسة الزيني والكتاب

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

مع احترامنا للتعقيب الذي نشرته مؤسسة زيني العقارية على ما لاحظه بعض الكتاب عن إعلاناتها نود أن نلفت انتباه المؤسسة أن الدعاية والإعلان تحتمان لفت النظر إلى المزايا والفضائل بلا شك ولكن هذه الدعاية إذا تجاوزت الحدود تصبح شيئاً آخر..

فالقول أن هذه المنطقة جميلة ربما كانت مزية مقبولة والقول أن الماء متوفر أيضاً ربما كان شيئاً معقولاً ولكن القول أن بها كذا مسجداً وكذا مدرسة وكذا حديقة عامة وكذا موقفاً للسيارات وكذا مستشفي والمنطقة ما زالت يباباً وصحراء قاحلة وكل ذلك مجرد كلام على الورق الذي هو الخرائط.. هذا القول يصبح تجاوزاً للحقائق وإمعاناً في الخيال وإيهاماً للمواطنين قد يقع فيه ضحايا ممن يصدقون هذا الكلام فالمعروف أن رسم المدارس والمستشفيات والحدائق ومواقف السيارات على الخرائط لا يتحقق منه ولا 1٪ لأن مالك الأرض لن يتبرع بهذه الأراضي لهذه المرافق العامة لوجه الله بل يظل ينتظر أن يتقدم المسئولون عن هذه المرافق بشرائها فإذا لم يتقدموا عاد وخططها قطعاً وباعها للمواطنين وخاصة إذا صادفت المنطقة رواجاً حتى البلديات وهي أولى بالالتزام طالما عادت وخططت المرافق ومنحتها أو باعتها لبعض المحظوظين..

فمن يضمن أن تأتى وزارة المعارف لتشترى هذه الأراضي وتنشئ بها مدارس أو رئاسة البنات؟ ومن يضمن تأكيد تحويل المساحات المخصصة للمساجد والمتنزهات والمواقف إلى مساجد ومنتزهات ومواقف فعلاً في المستقبل القريب أو البعيد؟!

إذن فإن في إعلانات مؤسسة زيني كثيراً من المبالغة والتهويل يستحسن ألا تلجأ إليه من أجل بيع أكبر عدد من قطع الأراضي لئلا تتهم بشيء وحسبها أن تتغنى بجمال الموقع وقربه واحتوائه للمرافق والسفلتة والهواء العليل والنسيم البليل وعلى المشترى أن يذهب لمشاهدة هذا الكلام العام بنفسه ويتوكل على الله ويغامر..

أما أن يطلع على الخرائط ويقال له أن هنا مسجد وهنا موقف وهنا مدرسة وهنا حديقة ويشترى على أساس ذلك ثم يأتي في يوم من الأيام فلا يجد مدرسة ولا مسجداً ولا حديقة ولا موقفاً فإنها تكون صدمة وربما فتحت باباً لإفساد البيع للإخلال بالشروط "فالمؤمنون على شروطهم" ولكن هيهات وقد نقد البائع بحصيلته من البيع وفازت المؤسسة بنصيبها من الدلالة وضاع المشترى – أو لحيته على الأصح – بين حانا ومانا كما يقولون.

وما يقال عن مؤسسة زيني يقال أيضاً عن مؤسسة مشقاص التي بلغت أكثر فأنشأت في الخيال مجمعات ومراكز تسويق ومعاهد علمية ولغات ومدارس حضانة ورياض أطفال وناد ثقافي ومركز حضاري وبحيرات اصطناعية وفندق كبير ونوافير.. إلخ.

إننا لا ننتقد ولكننا ننصح بالوسطية – خير الأمور الوسط – المطلوبة في كل شيء وعدم الإسراف والمبالغة والرزق المقسوم آت بإذن الله والبركة في ذلك مضمونة والله الملهم للصواب..

معلومات أضافية

  • العــدد: 33
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي