الاثنين, 05 سبتمبر 2011 12:13

خطوطنا "السعودية"

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لاشك أن الخطوط الجوية "السعودية" تسير بخطى ثابتة نحو التطوير والتحسين حتى بلغت شأناً لا بأس به ولا يدرك ذلك تماماً إلا من قدر له أن يسافر على خطوط غيرها فقد اضطررت هذا العام للسفر بين لندن وأمريكا وداخل الأراضي الأمريكية على متن طائرات لعدد من الشركات الأمريكية فأدركت الفرق وحمدت الله أن لنا طائرات وخدمة على هذا المستوى.

فقد وقفت في هذه المرحلة حائراً أمام أمر بسيط في نظري هو عدم تسجيل أرقام المقاعد على بطاقات الركاب على طائراتنا "السعودية" الأمر الذي يحدث ربكة وتزاحماً شديداً وركضاً عند الصعود إلى الطائرة وخاصة أن لنا وضعاً خاصاً يتعلق بالعائلات فإن ديننا وتقاليدنا لا يسمحان لنا بترك بناتنا وزوجاتنا بالجلوس بجوار رجال أجانب ولا يستطيع أولادنا الجلوس بعيداً عن آبائهم وأمهاتهم وكثيراً ما تصعد العائلات إلى الطائرات وقد سارع غيرهم بالجلوس في أحد المقعدين المجاورين للنافذة فلا تستطيع العائلة التفرق هنا وهناك وقد شاهدت بنفسي مأساة عائلة سعودية عند العودة من لندن ولم تجد مقعدين متجاورين بل ظل كل فرد منها في جهة متباعدة من الأخرى حتى أن بعض الأولاد لم يجد مقعداً لتفسح بعض العائلات الأخرى وإجلاء أطفالهم ممن ليس لهم مقاعد الأمر الذي نتجت عنه مشادة بين ولى أمر الأسرة وبعض المضيفين ولم يحل المشكلة إلا بعد أخذ رد.

وقد لاحظت أننى طيلة تنقلاتي من لندن إلى أمريكا وداخل المدن الأمريكية أن رقم المقعد مسجل على بطاقة سفري منذ أن تسلمت التذكرة من لندن ومعها جميع بطاقات السفر لجميع الرحلات موضحاً عليها رقم الرحلة ورقم المقعد فكنت في كل مطار لا أزاحم ولا أركض وأسير الهوينى حتى أصل إلى مقعدي لأجده خالياً فأجلس عليه وجميع الركاب كذلك وأنا وأسرتي على مقاعد متجاورة فلم نتفرق قط ولم نضطر إلى ركض أو مزاحمة كما اضطررنا عند الصعود في جدة والصعود في لندن.

والنداء الذي تقدم به السعودية بتقديم ركاب الدرجة الأولى والعائلات في الصعود لا يحقق هدفه دائماً فكثيراً ما تصل الحافلات الأخرى قبل حافلة العائلات أو تصل معاً وحينئذ يجرى الصراع على سلم الطائرة.

ووضع أرقام المقاعد على بطاقات السفر لا أظنه صعباً ولا يكلف جهداً كبيراً ولكنه في رأينا يريح الركاب والمضيفين والمضيفات من المشاكل التي تنشأ من تفرق العائلة الواحدة وبالتالى من التزاحم والركض والتدافع عند أبواب الخروج وعلى سلم الطائرة فهل تفعلها خطوطنا "السعودية" ضمن سلسلة تطوير خدماتها؟! نرجو ولها الشكر.

بقيت نقطة تستحق الإشادة والشكر هي تلك الخطوة الجديدة التي خطتها خطوطنا "السعودية" هذا العام حيث قامت بتقديم وجبة إفطار خاصة بالصائمين على متن طائراتها عند حلول موعد الإفطار مكونة من التمر المحشو باللوز وبعض السندوتشات والماء البارد والشاي أو القهوة وهو ما كان مفتقداً في الماضي فقد سبق لي أن سافرت على إحدى طائراتها إلى القاهرة بعد يوم مضني من التأخير في مطار جدة من الساعة السادسة صباحاً إلى الساعة الخامسة مساءً وعندما حان موعد الإفطار ونحن بالجو اعتذر المضيفون عن تقديم أي شيء للصائمين والصائمات رغم كثرتهم ورغم اليوم الصعب الذي أمضيناه في مطار جدة جياعاً عطاشاً بين المفطرين والمدخنين من الركاب.

فشكراً لخطوطنا والقائمين عليها ومزيداً من التوفيق والتقدم.

لا.. للتدريس بالمكبرات

أود أن أستميح أخي الصديق الأستاذ حسن عبد الحي قزاز فأخالفه الرأي في طلبه وضع مكبرات صوت لكل مدرس بالمسجد الحرام فللمكبر ضجيج وتشويش وخاصة إذا تضاربت الأصوات وتشابكت ورفع كل مدرس صوته أو اقترب من المكبر يحاول إسماع تلامذته ومريديه الأمر الذي ستحدث عنه ضوضاء تضيع الهدف من وضع هذه المكبرات وقد كنا نشاهد الحلقات الضخمة لكبار علماء الحرمين الشريفين يدرس فيها بالأصوات الطبيعية في ظل الهدوء الذي كان يسود المسجد الحرام قبل عهد المكبرات.

هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى والأهم فهي أن المساجد والحرمين الشريفين بالذات ليسا للتدريس خاصة بل هما للذاكرين والمسبحين والطائفين وقراء القرآن فليتصور معي أخي الأستاذ حسن كيف يستطيع هؤلاء وهم الأكثرية الساحقة من أداء عباداتهم ومكبرات الصوت تصك أسماعهم من هنا وهناك؟! كيف يتحقق لهم الخشوع في الذكر والدعاء والتدبر في قراءة القرآن؟!

أما المكبر المعد لسماحة الشيخ عبد الله بن حميد فإنه محصور في مكان محدود ولزمن محدود وصوت سماحته هادئ ورصين ولا يتجاوز المنطقة التي يلقى دروسه فيها وسيختلف الوضع حتماً إذا ما انتشرت المكبرات في أرجاء المسجد وتردد صداها في الأروقة وستحول المسجد إلى ما يشبه (الجراج) الأمر الذي يتنافي مع ما يجب أن يتوفر لبيوت الله من هدوء.

وبهذه المناسبة فإنني أرجو من رئاسة الحرمين الشريفين عدم السماح بإلقاء دروس من المكبر العام الخاص بإقامة الصلاة المنتشرة سماعاته بجميع أرجاء المسجد لأن هذه الدروس أيضاً تشوش على المصلين والطائفين وهي لم توضع إلا للصلاة فقط حيث يكون كل من بالمسجد الحرام يتابع الإمام وينصت إلى قراءة القرآن.

هذا ما وددت التعليق به على اقتراح الصديق وأسأل الله أن يلهمنا جميعاً الصواب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 37
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي