ما كنت أريد التعلق على كلمة الأخ محمد عبد الله جبر المنشورة بهذه الصحيفة يوم 5/8/400ﻫ التي أبدى فيها تعجبه من كلمتي بجريدة "الندوة" وتحيتي لمشروعات التوسعة بمكة مكرمات تتوالى على أهل مكة في الوقت الذي سبق لي أن أيدت وباركت الأمر الصادر بفتح ثلاثة أنفاق في نواحي متفرقة من جبال مكة ويتساءل كيف يوفق بين حماسي لبعض المشاريع وتسمية بعض المشاريع كربات ثم يحاول غمزى بالقول إننى أتحمس للمشروعات حين تكون بعيدة عنى ثم أصرخ وأقول أنها كربات عندما تكون قريبة منى.
أجل ما كنت أريد التعليق لولا ما اشتملت عليه هذه الكلمة من مغالطة وغمز فالمقارنة بين مشروعات الأنفاق وفكرة إخلاء 268 متجراً وعشرين شقة وتشريد أصحابها لاتخاذها مكاتب ومضاجع وتسمية هذه الفكرة التي لا مصلحة عامة من ورائها بمشروع، مقارنة فيها الكثير من المغالطة.
ومثل ذلك فكرة إزالة "السوق الصغير" الذي يخدم منطقة واسعة حول المسجد الحرام ويأوي عشرات الآلاف من الحجاج وتحويله إلى مصلى وموقف للسيارات وحمامات ودورات مياه.
وكلا الفكرتين مجرد اقتراحات لم تستوف حقها من الدراسة والجدوى بالنسبة للأضرار التي تلحق بالمواطنين بسببها وقد سبق أن قلنا ونكرر الآن أنه في مواسم الحج يصلى بالسوق الصغير من الحجاج ضعف إن لم يكن أضعافاً من سيصلون به بعد إزالته واقتطاع أجزاء منه لمواقف السيارات ودورات المياه فالواقع أن الحجاج وخاصة النساء يصلون مع الجماعة في الفنادق والبيوت المطلة على المسجد الحرام والسوق الصغير حيث يسمعون صوت الإمام ويرون المأمومين والبيوت والفنادق من أدوار متعددة أما حماسنا للأنفاق فلأنها أقل ضرراً بالنسبة للتوسعات الأخرى التي تأتى على المساكن والمتاجر وتؤذى المواطنين دون أن يسبقها بناء مساكن ومتاجر بديلة.
إننا نرحب ونشجع المشروعات المدروسة المخطط لها من قبل والتوسعة التي تقوم على أساس رعاية مصالح المواطنين ولا نظن أن أحداً يستطيع أن يزعم أن مصلحة أصحاب السيارات من المواطنين مقدمة على مصلحة المواطنين مقدمة على مصلحة المواطنين الذين ترتبط معايشهم بهذه المشروعات وتنزل بمصالحهم أفدح الضرر.
أما عن الفخر فإنني أود أن أطمئن الأخ عبد الله محمد جبر أن الجميع بعيد عنى فلا مكان لى في السوق الصغير ولا في المروة وعندما كانت قريبة منى لم أنبس ببنت شفة لئلا يقال أنني أدفع عن نفسي أو أسعى لمصلحتي وما تعودت أن أعالج الأمور من زاوية خاصة.
وما أريد أن أذكر أسماء البيوت التجارية الكبرى بمكة التي نقلت مراكزها الرئيسية إلى جدة بسبب الكساد الذي لحق بالتجارة من جراء كثرة الهدميات في المناطق التجارية بمكة حتى نظار الأوقاف نقلوا التعويضات التي صرفت لهم عن أوقاف هدمت بمكة نقلوها إلى جدة واشتروا أو بنوا بها عمارات هناك.
إنني أعرف أن فريقاً من تجار الأراضي يتحمسون لمشروعات الهدم وأرجو ألا يكون الأخ عبد الله جبر منهم لئلا تكون "مصائب قوم عند قوم فوائد" والله من وراء القصد.