لقد صكت آذاننا عشرات المرات من العبارة السرمدية عن رفض إسرائيل لقرارات مجلس الأمن منذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاثين سنة حتى آخر قرار صدر عن المنظمة الدولية لصالح العرب وكأني بإسرائيل تقول للعرب ساخرة "بللوا قرارات مجلس الأمن في جرعة من الماء وأشربوها لعلها تنفعكم"!!
وإذا كانت هذه هي النهاية لقرارات مجلس الأمن التي لم ينفذ منها أي قرار خلال ثلاثين عاماً.. فلماذا يلهث العرب وراء قرارات مجلس الأمن وكم سنة تحتاج بعد الثلاثين لتوضع قرارات هذا المجلس موضع التنفيذ؟!
العجيب أننا نعرف ونردد صباح مساء الحكمة الصادقة ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ومع ذلك لا نخجل من اعترافنا بالعجز عن القوة مع هذه الدولة اللقيطة بحجة أن وراءها أمريكا.
والحقيقة أنها حجة داحضة ولكن الفرقة التي تسيطر علينا نحن العرب والخلافات التي نغوص بها إلى آذاننا والتناحر الذي لم يبق فرصة للوحدة أو الاتحاد أو حتى الاتفاق.. الفرقة والاختلافات والتناحر، هذه هي السبب الحقيقي لما نعيشه تحت وطأة الذل والعجز أمام هذه الدولة بل وأمام أسيادها الذين لو رأوا منا العين الحمراء التي لا يكتمل حمارها إلا عندما يصبح العرب جميعاً من المحيط إلى الخليج عن كلمة سواء..
ولكننا مع الأسف نتغنى بهذا الاتحاد في الكلمة بمختلف الألحان مجرد أغانى تنتهي بمجرد انتهاء العزف.
إن أمريكا وروسيا وراء كل هذا التمزق الذي يعيشه العرب لئلا نقدم لهم قائمة ويظلوا عاجزين عن الحصول على ذلك من تجار السلاح التي يستنزفون بها ثرواتنا لا لنحارب عدونا ولكن لنحارب بعضنا بعضاً ونظل دائماً ضعافاً متفرقين مهزومين.
أيها العرب لا تلتمسوا النصر من مجلس الأمن فالكفار بعضهم أولياء بعض ولا تلتمسوه عند أمريكا أو روسيا فهم أعداؤكم الحقيقيون وهم الطامعون في ثرواتكم ومقدراتكم.
بل التمسوه عند الله أولاًَ مع الأخذ بالأسباب التي يقع في مقدمتها توحيد الكلمة والهدف ثم بالعدة والعدد وبغير هذا ستظلون تحصلون على قرارات مجلس الأمن التي لا تسمن ولا تغنى ولا توصل إلى حق أو نصر.
التجار العرب.. والإسلام
كلما قرأت كتاباً عن دخول الإسلام إلى بلد في مجاهل الدنيا وأقصى الأرض كأعماق أفريقيا والشرق الأقصى أجد أن الذين نشروا الإسلام في هذه الأصقاع هم التجار العرب والتجار المسلمون هذا في تاريخنا القديم ولكنى لا أسمع ولا أقرأ الآن عن أية جهود لتجار العرب وتجار المسلمين بل ولا أصحاب الملايين في سبيل نشر دعوة الإسلام بل نقرأ – ويا ليتنا لم نقرأ عن ترفهم وبطرهم ويخوتهم وقصورهم وملايينهم التي تصرف على اللهو والعبث.
إنه لا يكفي ترك العبء كله على الحكومات العربية والإسلامية التي تتأثر سياستها بعوامل خاصة تضعف من قوة الدعوة ونجاحها وقد قال لي دعاة مسلمون في ماليزيا أن الحكومة السعودية هي الوحيدة التي تساعد المؤسسات الإسلامية دون تدخل سياسي أو أهداف سياسية وأنها تنفق الكثير والكثير جداً ولكن الحاجة أكثر بكثير لأن المؤسسات التبشيرية في العالم الإسلامي تنفق بسخاء وتعمل بتنظيم دقيق وتخطيط بعيد لأنها تعتمد على تبرعات الأغنياء والتجار بل وصغار المواطنين.
إنني اقترح أن تؤسس جمعية إسلامية خيرية على مستوى المملكة يساهم فيها الجميع وخاصة التجار والأغنياء تكون مهمتها مساندة ودعم رابطة العالم الإسلامي في نشر الدعوة الإسلامية ومساعدة المسلمين والنهوض بهم في كل مكان ولو أن تختص مثلاً بإنشاء المدارس لتعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي في كل بلد يحتاج ذلك أو إنشاء معاهد في مكة والمدينة وقبول الطلاب المسلمين من جميع البلدان الإسلامية كمنح دراسية لتخريج جيل من الدعاء من أبناء كل بلد يتولون نشر الدعوة الإسلامية في بلادهم والله الموفق.