الثلاثاء, 06 سبتمبر 2011 11:08

الفقراء والأغنياء

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

ليس الفقر المادي عيباً، ولكن العيب هو الفقر الخلقي، وليس غنى المال هو الغنى، ولكن الغنى غنى النفس، وليس العيب أن يتقاضى المرء معاشاً من الضمان الاجتماعي إذا كان مستحقاً، ولكن العيب أن يحسد الإنسان الناس على ما أتاهم الله من فضله، والإنسان الذي يتحرق إلى ما في أيدي الآخرين ويعض الأنامل من الغيظ سيظل ليس فقيراً فحسب ولكن في هم وغم لازم.

هذا ما تعلمناه وخلقنا به ونعيش في ظلاله راجين مرتاحين وما عقبنا به على تخريف السيد محمد مسلم الفايدي عن ثراء الموظف السعودي بصورة خاصة وثراء السعوديين بصورة عامة كتبناه عن عقيدة وإيمان وبصدق لأننا نؤمن بأنه "إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون" ولن يضرنا أن يسخر منا مخرف منحرف عن الرد الموضوعي إلى السخرية وإضحاك الناس على نفسه متقمصاً شخصية المدح.

نعم لن يضيرنا وقد كنا نود المرور على هذا التهريج من الكرام ونعرض عنه ولكن استدراكه على نفسه بقوله أنه يقصد أن نسبة الفقراء عندنا قليلة إذا قيست بدول أخرى تمد لها المجاعة أنيابها على حد تعبيره – ولو أنه ذكر هذا الاستدراك من الأول لما كلفنا أنفسنا التعقيب عليه لأنه كلام فارغ وتحصيل حاصل فكل إنسان ينبغي أن ينظر لما دونه وإذا فعل سيقول حتماً إنني لست فقيراً بالنسبة لغيري وكذلك الشعوب والأمم ويتأكد ما قلناه من أنه تخريف لا تحقيق.

وإذا استباح لنفسه أن يقول – لمرض في نفسه – أن الدولة قد فضت على الفقر فإن الدولة نفسها لم تدع ذلك وإن كانت تسعى إليه وتعمل له جاهدة.

صحافة الأفراد

قليلاً من الإنصاف يا دكتور مناع فأنت من أسرة صحافة الأفراد وكتابها ولن أبالغ إذا قلت أنك من طلاب مدرستها فلا تتنكر لها الآن وتصمها بما ليس فيها.

إننا لا ننكر أن صحافتنا تقدمت وهو شيء طبيعي فكل شيء في بلادنا يتقدم ولكن بالدعم وصحافة المؤسسات كان لها نصيب الأسد من الدعم الذي لم تجده صحافة الأفراد ولو أن صحافة الأفراد لقيت هذا الذي لقيته صحافة المؤسسات لتقدمت هي الأخرى ولا نقول أكثر لأن خطوات صحافة الأفراد في خمس سنوات كانت أسرع من خطوات صحافة المؤسسات في خمس عشرة سنة رغم فارق الدعم المفقود.

انتقلت صحافتنا من الامتيازات الفردية إلى الامتيازات الجماعية هذا حق ولكن من الرأي الواحد إلى تعدد الآراء.. ومن الانقلابة على الداخل إلى الانفتاح على العالم فهذا غير حق إلا أن صحف ذلك العهد ما زالت موجودة ونظرة بسيطة على صفحاتها وما فيها من تعدد الآراء والكتاب والأفكار والأحداث العالمية والتعليقات تدحض هذا الادعاء من أساسه، إننا لا نعترض على الثناء والمدح لصحافتنا فهذا شئ يسعدنا ولكن الذي نعترض عليه هو التعريض بصحافة عهد من العهود فكل عهد له إمكاناته وظروفه ولكل جيل جهاده وكفاحه والذي يعرف بأي ثمن صدرت جريدة المدينة في عهدها الأول وصوت الحجاز وحراء والبلاد السعودية والندوة وما بذل رجالها من جهد وعرق وتضحيات لا يسعه إلا أن ينحني احتراماً وتقديراً لأولئك الرواد في عالم الصحافة.

مرة ثانية، قليلاً من الإنصاف.. وما هكذا تورد الإبل..

الموظفون السعوديون

وهذا تعقيب على ما سبق أن كتبته عن الموظفين السعوديين المجمدين على وظائفهم يقول صاحب التعقيب باختصار أنه توظف مدرساً من تاريخ 20/7/73 وظل يتقلب في وظائف التعليم من ذلك التاريخ إلى الآن ومع ذلك ما زال في المرتبة الرابعة وعلى المربوط العاشر منها وأنه قد رشح للخامسة منذ 5/8/98 وحتى الآن لم يبت في هذا الترفيع رغم تعقيباته وبرقياته وقد مضى له في الخدمة الآن 25 سنة وقد يجاوز عمره الآن الخمسين وهو ما زال في الرتبة الرابعة وهو يتساءل: متى ينصف الموظف السعودي الذي أفنى شبابه في خدمة بلاده وحكومته وهو يرى المتعاقدين يحصلون على نصيب الأسد من الوظائف والمرتبات والامتيازات.

كالعيس في البيداء يقتلها الظماء والماء فوق ظهورها محمول وهذه رسالة أخرى من موظف يشكو أن تقام امتحانات لربع الخدمة المدنية والذي يذكر فيها أنه توظف بتاريخ 28/1/89 وما زال في المرتبة الثانية بوظيفة كاتب ولكنه يعمل محاسباً والراتب 1930 ويتساءل هل هذا يكفيه لإعالة أسرته المكونة من زوجتين وثلاثة أطفال والأنكى من ذلك أنهم جاءوا بمساعد متعاقد يتقاضى (3450) ريالاً!!

لذلك تقدم للاختبار على وظيفة أرقى براتب أفضل وعانى ما عاناه في النزول إلى جدة والطلوع منها حتى كاد يفقد حياته بسبب السيول في طريق جدة وأخيراً أدخل الامتحان كي يصبح الراتب 2090 بدلاً من 1930 وجاءت نتيجة الامتحان (ناجح مسبوق) وخرج من المولد بلا حمص وأن عليه الدخول مسابقة أخرى.

وهو يتساءل لماذا لا يحتفظ بالنجاح ويعين في إحدى الوظائف الشاغرة بمصلحته التي يعمل فيها.

والإجابة على أسئلة الموظفين المذكورين عند ديوان الخدمة المدنية وفوق كل ذي علم عليم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 69
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي