تعليقاً على ما كتبه رئيس التحرير تحت عنوان "هل تقاضي صدام عمولته" جاءتنا هذه الكلمة تأييداً وتأكيداً لما كتبه رئيس التحرير.
لماذا لا يكون صدام عميلاً لإسرائيل؟!
سؤال يحيك في صدري منذ مدة قد يختلف معي فيه الكثيرون ولكنني أعتقد أن الأيام المقبلة ستكشف إن كنت على صواب أم على خطأ.
في أول أيام احتلال العراق للكويت ووقوف منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانبه أطلق عملاء العراق إشاعة تضليلية بأن العراق قرر إعطاء أرض الكويت – بعد مسحها للدولة من الخريطة – منحة للفلسطينيين لإقامة دولتهم عليها كتبرير لموقف المنظمة وهو نوع من التضليل الغبي فماذا تنفع أرض الكويت للفلسطينيين بعد أن يقطع منها صدام آبار البترول وما هي مقومات الدولة فيها بعد ذلك؟! وماذا يقول العالم عن الفلسطينيين إذا قبلوا بهذا التهجير؟!
وعندما تلاشت هذه الفقاعة ولم يصدقها أحد كشف بعض المصادر أن الحقيقة ليست كذلك ولكن المنحة الحقيقية من صدام للفلسطينيين والخدمة الكبرى لإسرائيل هي إعطاء الأردن للفلسطينيين وإعطاء اللون الأخضر لإسرائيل كي تبادر بطرد الفلسطينيين من أرض فلسطين وإجلائهم بالقوة إلي وطنهم الجديد الذي حققته لهم بالتآمر مع صدام وبقية السيناريو رددته كثير من الصحف والإذاعات حتى أصبح مضحكة ومهزلة على الأفواه وكأن شمشون العراق قد أصبح الحاكم بأمره فى العالم يحتل الدول ويغير خريطة العالم ويهب لمن يشاء أرضاً وينزع ممن يشاء أرضاً وهى مجرد أحلام وأوهام سوف يستيقظ شمشون بعدها مفزوعاً ليجد نفسه مقذوفاً خارج البلاد العربية كلها إذ سوف لا يجد بها مكاناً ولا في مرامي الزبالات وتلك عاقبة كل من لا يعرف قدر نفسه.
والأنكى والأعجب من ذلك هو أنه وجد من يصدقه ويلهث خلفه ليفوز بالغنيمة الحلم رغم كل المؤشرات التي تؤكد أن المسألة مجرد حلم لا أقل ولا أكثر.
قبل اعتداء العراق على استقلال الكويت وارتكاب ما ارتكب من جرائم بدون مبرر كانت الدول العربية في ذروة الوفاق والاقتراب من الوحدة ولا أكون مبالغاً إذا كان الجميع ينظرون إلي العراق كقائد للجولة الأخيرة لاسترجاع فلسطين بعد أن أخرجوه من حرب إيران منتصراً فما الذي يمنع أن يقودهم وهم معه لاسترجاع الوطن السليب.
فما هي النتيجة التي تمخض عنها هذا العدوان إنها أسود من السواد نفسه وأشنع من الشناعة. دولة شقيقة مستقلة عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية يشرد شعبها وتدمر مدنها ومؤسساتها وتنهب أموالها وبنوكها وتهتك أعراضها بصورة تبعث على الاشمئزاز.
فرقة حادة بين الدول العربية ستؤخر فكرة الوحدة العربية خمسين عاماً إلى الوراء إن لم تقضي عليها مطلقاً.
إنهاء قضية فلسطين.. قضية العرب الأولي التي مضي علينا نحو خمسين عاماً نقدم قوافل الشهداء قافلة بعد قافلة ونصرف الملايين بل البلايين لنحافظ على حياة القضية من الموت.
إشغال العرب والمسلمين عن بقية قضاياهم الأخرى كقضية لبنان وأفغانستان والفلبين واريتريا وفطاني وغيرها مما لا يحضرني ذكره لإعطاء الأعداء مزيداً من التمكن.
فمن هو الذي حقق كل هذا؟! هل يمكن أن يقال أنه واحد منا؟! أم صدام حسين لا غيره. وهل يمكن أن يحقق كل هذه المكاسب لإسرائيل إلا عميل لها؟
لا أتصور.. ولا أظن.. فلنسم الأشياء بأسمائها.