هؤلاء الشباب الذين يرسلون شعورهم ويسرحونها مثل تسريحات النساء أحيانا ومثل رءوس الشياطين أحيانا أخرى.. ماذا يريدون؟
إن المرأة وهي تبحث عن الجمال الأنثوي لا تثريب عليها فذلك من حقها إن لم يكن من واجبها.
أما ما يتلمسه الرجل ويسعى إليه فذلك هو العجب العجاب، وهو الخلق المنتقد ولا نريد أن نقول المعيب..
هل انقلبت الأوضاع؟! إننا نشاهد نساء يحاولن تقليد الرجال فيلبسن البنطلون والكوت ويقصرن شعورهن بل ويطالبن بالسماح لهن بمزاولة أعمال الرجال وقد منحن مزاولة بعضها في بعض البلدان وكلها في بلدان أخرى ومعنى هذا أنهن مللن حياة النعومة وصفة القوارير التي ينبغي الرفق بها.
فما بال بعض الرجال من الشباب يحاولون تقليد النساء في كل شيء.. شعور نسائية.. أسورة في الأيدي.. سلاسل ذهبية في الأعناق.. ثياب ضيقة.. شوارب وذقون محلوقة.. وربما ميوعة في الحديث.
ما هو الهدف من هذا؟! إن النساء في العالم يلهثن ليلحقن بالرجال، فلماذا هذه الرجعة أو النكسة في شباب الجيل حتى راح البعض يلهث ليلحق بالنساء.. وأي نوع من النساء!..
أما شباب أوروبا وأمريكا وبعض البلاد العربية مع الأسف الذين اتخذتوهم أسوة فإنهم فريق من الشباب الضائع – وليس كل الشباب – الشباب الفارغ الذي ماتت رجولته بعوامل اجتماعية كثيرة أهمها فقدان الروحية والقيم في بيئتهم، ثم فقدان الروابط الأسرية وما يترتب على ذلك من توجيه وتهذيب.
إنني لا أدري ألهذا النوع من الشباب المتخنفس آباء فلم يوجهوهم ولم يمنعوهم؟ أم أنهم من اليتامى الذين يجب أن تتولى الدولة توجيههم وتربيتهم؟!
إنني لا أتصور أبا يجلس إليه ابنه يحادثه ويؤاكله وهو على صورة أشبه ما تكون بصورة شقيقته ثم لا يقرعه ليحمله على تغيير صورته ليستطيع على الأقل التمييز بين ابنته وولده فلا يختلط عليه الأمر بين حمادة وسوسو.
فيا شباب اليوم ورجال الغد، إن جمالكم في مظاهر الرجولة التي تتمتعون بها ولا بأس من تحقيق جمال المظهر من نظافة وملبس وتسريح شعر ولكن مع الاحتفاظ بعنصر الرجولة.
ويا أيها الآباء، لا تنتظروا أن المدرسة والجامعة أو هيئة الأمر بالمعروف أن توجه أبناءكم أو تجبرهم على سلوك مسالك الرجال فإنكم – في نظري – أقدر وأقرب.. والله الموفق.