على كل من حصل على شهادة ليسانس في الآداب يمكن أن يسلك في عداد الأشياء؟ وهل كل من حمل بكالوريوس كلية الشريعة يصلح أن يكون من الدعاة للإسلام؟
في نظري أنا: لا .. فالشعر والأدب والخطابة والدعوة إلى الله تحتاج إلى موهبة قبل المؤهل.
والدليل قائم فجماعة التبليغ التي أخذت على عاتقها الخروج في سبيل الدعوة إلى الله.. هذه الجماعة المتواضعة التي أدت في سبيل تحقيق ما لم تؤده مؤسسات ذات صيت ومال وجاه حتى أن المرء لا يملك إلا أن ينحني إجلالا وغبطة لنجاح هذه الجماعة في أداء رسالتها.
لقد رأيت هذه الجماعة تنشر دعوتها في جبال لبنان وسمعت من أحاديث دعاتها عجبا وأي عجب عن أعمالها في أوروبا التي هي عقر دار المسيحية وسمعت هنا أيضا عن أعمالهم في بلادنا في عسير.. في نجد.. في الحجاز.. في الوديان.. في الصحاري.
وسمعت عن نظام عملهم وسيرهم ومنهجهم في الدعوة.. إنهم خليط من المسلمين من جميع الأقطار.. باكستانيون.. هنود.. عرب وغيرهم جمعتهم كلمة لا إله إلا الله وألفت بين قلوبهم الدعوة إلى الله لتكوين الجبل المسلم.. المسلم بحق.. المسلم في خلقه.. المسلم في معاملته.. المسلم في حياته.. في بيته.. في أهله.. في عمله.
لا مطلب لهم عند أحد إلا أن يخرفي معهم أو يدعو بدعوتهم.. لا مال.. ولا إعانة.. لا مظاهر.. ولا دعاية.. لا مكاتب.. ولا مطبوعات ولا نشرات.
المساجد هي فنادقهم المفضلة، والخروج في سبيل الله هو هدفهم والنجاح في ذلك هو ملذاتهم.
يقف الواحد منهم في المسجد فتقول في نفسك ماذا يستطيع أن يقول هذا.. فإذا بحديثه البسيط المتماسك بعضه ببعض يجذبك ويستهويك فلا تستطيع أن تغادر المسجد حتى يتم كلامه مهما كانت لديك من أعمال.
أكثر دعاة هذه الجماعة لا يحملون مؤهلات ولكنهم موهوبون أو صادقو النية يهبهم الله النجاح كفاء صدق نيتهم وإخلاص سريرتهم.
فتحية لإخوتنا رجال جماعة التبليغ ودعاء إلى الله بمزيد لهم من التوفيق والعون والقبول مع حسن الجزاء.
سقت هذه المقدمة بمناسبة ما تقوم به رابطة العالم الإسلامي وإدارة الدعوة والإرشاد ووزارة الحج والأوقاف من جهود مشكورة في سبيل التوعية الإسلامية وبعث البعوث في أقطار العالم الإسلامي للدعوة إلى الله ونشر تعاليم الإسلام وتفقد أحوال المسلمين.
وأول ما أدعو إليه هو تنسيق الجهود بين هذه الجهات فلا يتكرر إرسال المبعوث من هذه الجهات إلى بلد واحد في عام واحد ولا تتكرر الأفكار في الدعوات والأساليب فيبعث ذلك على الملل والسأم..
هذه واحدة..
أما الثانية فأنني أدعو أيضا إلى التنسيق بين هذه الجهات والجامعات لدينا لإنشاء معهد لتخريج الدعاة على مستوى جامعي مشرف فإن مركز دولتنا الإسلامي يحتم علينا أن نكون دائما في الطليعة من الدعاة إلى الله وتعاليم الإسلام وأن يكون لدينا دعاة على أرقى المستويات ممن يعالجون أعصى المشاكل ويشفون الغليل في الرد على أي سؤال أو شبهة يثيرها أعداء الإسلام.
هذا ما نتمناه على من ذكرنا من الجهات وكلهم في نظرنا أهل لذلك.
خطبة الجمعة
استمعت مع مئات الآلاف من المصلين إلى إحدى خطب الجمعة في المسجد الحرام منذ أسابيع والتي ألقاها فضيلة الشيخ عبد الله خياط وعالج بها وضع الغش في الامتحان وقسوة بعض المختبرين – بكسر الباء – على الطلاب وتحدث فيها عن آثار الغش الطلابي على المجتمع وعلى نفس الغاش ودعى إلى تقوى الله في ذلك كما دعى المصححين إلى القسط بعد أن شرح الأسباب التي تنجم عن الحكم على الطالب أو الطالبة بالرسوب.
ولقد جاءت الخطبة في هذا الموضوع في وقتها المناسب فليت خطباءنا في كل المساجد يراعون المناسبات فيحدثون الناس في خطب الجمعة عما يشغلهم في تلك الأيام ويثبتون أحكام الإسلام في ذلك.
نرجو أن تتبني وزارة الحج والأوقاف هذه الفكرة فتدعو الخطباء في توجيه منها إلى مراعاة المناسبات وترك الخطب التقليدية القديمة.