· من رأيي أننا استعجلنا كثيرا في تعميم استعمال إشارات المرور الضوئية التي تتغير أتوماتيكيا على جميع خطوط السير بحيث أدى ذلك إلى نتائج عكسية أي إلى عرقلة السير بدلا من تسهيله وذلك نتيجة لهذا الاستعجال إذ كان المفروض أن تكون هناك إشارات أتوماتيكية عند بعض التقاطعات – أي التيى يكون فيها ضغط السير متواصلا من أربع جهات، وإشارات أخرى تضاء باليد حسب الحاجة عند التقاطعات التي تختلف فيها الحركة بين خط سير وخط السير المقاطع له.

· ففي ميدان الحجون أو أجياد أو الغزة أو المعلاة تكون الإشارات الأتوماتيكية مقبولة ومعقولة للتكافؤ في السير بين الاتجاهات المتقاطعة.. أما في العتيبية – أي عند شارع الجزائر – أو في أبي لهب عند شركة التوفيق أو مثلث جدة – مكة وأمثالها كثير فإنها تكون غير مقبولة نظرا لاختلاف درجة ضغط السير بين اتجاه وآخر الأمر الذي يجعل الإشارة مقفولة في وجه اتجاه مزدحم بالسير بينما تكون مفتوحة لاتجاه لا توجد به أية سيارة.

· أجل.. نقول استعجلنا لأننا رأينا وقبل شهر واحد فقط وفي عواصم عربية سبقتنا إلى استعمال هذه الإشارات ما زالت هناك إشارات ضوئية يديرها رجال المرور حسب حاجة السير وكأني بإدارات المرور عندنا أرادت أن تريح جنودها من عمليات التحويل فأتاحت لهم الفرصة بعدم مراقبة مخالفات السائقين لها بينما كانوا يقظين ومهتمين بالمخالفات يوم كانوا يديرونها بأيديهم باعتبارها مخالفة لأوامرهم أما الآن فإنها مخالفة (للأوتوماتيك).

· إن هذه الإشارات التي تقفل الطريق في وجه من يريد السير لقضاء مصالحه بينما تفتحه حيث لا يوجد أحد.. هذه الإشارات تغري السائقين بالمخالفة ولا تعلمهم أبدا التعود على احترامها لأنها صورة من الصور التي تضيق بها النفس وتأنف من الرضوخ لها، وأرى أن تعيد إدارات المرور النظر في وضع بعضها فتلقى عنها صفة الأوتوماتيكية وتكلف الجنود بإدارتها حسب حاجة السائرين..

ونقطة أخرى أريد أن أنبه إليها إدارات المرور أيضا هي توعية جمهور المشاة إلى الطريقة الصحيحة لقطع الشوارع والقيام بحملة تطبيقية وإعلامية لتوجيه المواطنين إلى قطع الشارع من المواقع المخصصة لقطعه ذات الخطوط الصفراء وعدم تمرير أحد من المناطق الأخرى كما هو مشاهد الآن من إيقاف الجنود لحركة السير في أي نقطة من الشارع وتمرير المشاة منه وكذلك بالنسبة للأنفاق، فرجل المرور المرابط عند نفق سوق الليل يعمد دائما إلى إيقاف سير السيارات لتمرير المشاة من شعب على إلى القشاشية بينما أن عملية توجيه هؤلاء المشاة إلى النفق أسهل بكثير وبعد توجيههم إليه مرة أو مرتين سوف لا يحتاجون إلى توجيه وسيسلكونه تلقائيا.

· هذا ما أردنا أن نلفت إليه انتباه إدارات المرور لعله مما يستحق أن يدرس ويؤخذ بالنافع منه.. والله من وراء القصد.