استميح شيخي الشيخ على الطنطاوي في إستعارة عنوانه الذي كتب تحته إحدى خواطره في شهر رمضان عن السيدة فاطمة بنت عبد الملك بن مروان زوجة خامس الخلفاء الراشدين الخليفة عمر بن عبد العزيز الأموي. روى فيها قطوفاً من سيرة هذه السيدة وزوجها الخليفة الذي قال لها يوما ما (إن لي نفسا تواقة، ما نالت شيئا إلا تاقت لما هو خير منه، اشتهيت الإمارة فلما نلتها اشتهيت الخلافة فلما نلتها اشتهيت ما هو خير منها، وهو الجنة).

قرأت هذه القصة المؤثرة التي هي واحدة من مئات القصص الإسلامية التي تصلح أن تروى لأجيال المسلمين على شكل مسلسلات تذكر المسلمين بأمجاد آبائهم وأجدادهم وتاريخ المسلمين الأوائل الحافل بقصص الأخلاق والبطولة والوفاء والكرم والشجاعة والصبر والعفة والتقى بدلاً من هذه التفاهات التي تعرض علينا دائما بصور مكرورة ونماذج ممجوجة وأفكار فجة أخلاقيات رديئة وخيانات وبصبصات ومكائد وسلوكيات ليست فينا ولسنا منها فإذا قلنا لهم يا جماعة ارحمونا من هذه الصور الهزيلة جاءوا لنا بقصص بدء ظهور الإسلام وغزواته وراحوا يكررونها في صور مختلفة وكأنه ليس في الإسلام صوراً أخرى تستحق الإخراج والرواية.

إن قصة سيدة من بني أمية – كما رواها شيخنا الشيخ على الطنطاوي – قصة جديرة بتحويلها إلى مسلسل تاريخي فيه العبرة وفيه الموعظة وفيه التسلية أيضاً فإن المسلم – أي مسلم – يطرب لمشاهدة أمجاد وأخلاقيات آبائه وأجداده وآداب وسلوكيات دينه.

ولشيخنا أيضاً كتاب كامل تحت عنوان ( قصص من التاريخ) أو قريبا من هذا العنوان تصلح قصصه للإخراج التلفزيوني.

فلماذا لا يكلف تلفزيوننا فريقا من الأدباء والمؤرخين والمؤلفين والمخرجين لتحويل هذه القصص و أمثالها من تاريخنا وإخراجها للناس-لنا ولغيرنا – بدلاً من هذه المسلسلات التافهة التي لا تحمل إلا أفكاراً معادة ومملولة وصور مشوهة لمجتمعنا قد تكون موجودة ولكنها نادرة وليست ظاهرة تحتاج إلى علاج.

فهل يفعل ليخرج لنا مسلسلات محلية مشرفة تستحق التشجيع.