مخازن الأدوية مرة أخرى
في كلمة سابقة لي بجريدة الندوة تحدثت فيها عن مشكلة تحويل مخازن الأدوية بالمملكة إلى صيدليات إجبارياً وبأثر رجعي وقلت فيها أن الشروط التي وضعت صعبة التنفيذ بل بعضها مستحيل وأنه سينتج عن ذلك أمران الأول والأهم هو ارتفاع تكلفة الأدوية وبالتالي سعرها والثاني اضطرار أكثر مخازن الأدوية إلى قفل أبوابها.
أما ثالثة الأثافي فهو الشك في مدى ارتياح المواطنين والأطباء إلى الأدوية المحضرة فضلاً عن إقبالهم عليها بل ورفضهم لها.
وأريد اليوم أن أؤكد ما توقعته فقد أقفلت أكثر مخازن الأدوية أبوابها لعجزها عن تحقيق شروط الوزارة ولم تبق إلا ثماني صيدليات بعد أن كان بمكة وحدها أكثر من أربعين مخزن أدوية منتشرة في مختلف أنحاء مكة وفعلاً صدر جدول الصيدليات المناوبة بمكة لا يحوي على أكثر من ثماني صيدليات وأصبحت النوبة تأتي على الصيدلية كل أربعة أيام وفي هذا (تطفيش) للصيدليات وبالتالي إرهاق للمواطن الذي سيظل يبحث عن الثمانية الصيدليات بعد أن كان يجد مطلبه من الدواء قريباً منه لكثرة مخازن الأدوية.
هذا بالنسبة لمكة ولا ندري ماذا جرى في المدن الأخرى وقد تكون المشكلة في مدينة أخرى أكبر.
إننا نكرر رجاءنا إلى معالي وزير الصحة بإعادة النظر في هذا القرار والاكتفاء بالثماني صيدليات التي تحولت فعلاً لتحضير الدواء لمن يريد التحضير والسماح لمخازن الأدوية الأخرى بالاستمرار في العمل وعدم التصريح بإنشاء أي مخزن أدوية جديد والسماح بالصيدليات فقط ونسأل الله لمعاليه التوفيق..
اليوم الدراسي الكامل أم اليوم المعدل؟
يقوم الصديق الدكتور عبد الله الزيد في معرض تعليقه على ما كتبته وغيري حول اليوم الدراسي الكامل: والحقيقة أن الصديق الكاتب لم يقف على حقيقة الاتجاه الجديد بل أتته الفكرة تناولاً وسماعاً ورجماً بالغيب لأن التلاميذ سوف لا يضطرون للعودة بعد الظهر وكل الزيادة التي طرأت هي زيادة حصة واحدة.
والملاحظ أن إدارة التعليم غيرت اسم اليوم الدراسي الكامل الذي كان يدور حوله النقاش باسم اليوم الدراسي المعدل ثم أكدت ذلك بالقول أن كل الزيادة التي طرأت هي زيادة حصة واحدة.
إن هكذا للدلالة على أن العدد التنازلي قد بدأ وهذا أيضاً ما كنا نتوقعه وحتى الحصة الزائدة هذه لها مضار كثيرة على أولياء أمور الطلاب وإرباك لمواعيدهم لا يكافئ الفوائد المرجوة من زيادة هذه الحصة فلننتظر النتائج والله من وراء القصد.
ماء زمزم
قال محدثي الذي جاء إلى مكة معتمرا وقد لقيني بالمسجد الحرام.. قال: أين زمزم؟! قلت ماذا تعني؟ قال أن سقاية الحاج من معالم مكة التاريخية الإسلامية وقصة إسماعيل – عليه السلام – لا تزال تتردد أصداؤها عند المسلمين جميعا وأول ما يصلون إلى مكة يبحثون عن الكعبة وعن بئر زمزم ثم عن ماء زمزم ليشربوا منه بعد أن قيل لهم أو لقنوا ذلك على الأصح (ماء زمزم لما شرب له وهو طعام طعم وشفاء سقم) فأين البئر؟
وأين الزمزم؟ قلت أما البئر فإنها في نفق تحت الأرض صيانة للمسجد من انسياب المياه إليه بسبب استعمال الحجاج للبئر.
أما الزمزم فقد كان هناك سقاة ينتشرون في أرجاء المسجد يقدمون الزمزمة للحجاج والزوار والمعتمرين والمصلين مبرداً وخاصة أيام الصيف ولكني لا أراهم الآن ولا أدري أين هم ولعل جهة من الجهات منعتهم فاختفوا ولكنهم كما ذكرت من معالم مكة التي يجب ألا تزال ولا بأس من تنظيمهم وتطوير وسائلهم مع الزمن أما منعهم هكذا فإنه في اعتقادي أمر يحتاج إلى إعادة نظر.
وها أنا أضع خلاصة هذا الحوار تحت أنظار المسئولين عن المسجد الحرام وأشارك المعتمر رأيه في أن سقاية زمزم بالمسجد الحرام من المعالم التاريخية الإسلامية التي يجب ألا تندثر.
معلومات أضافية
- العــدد: 4842
- الزاوية: كل خميس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: المدينة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.