التأليف المدرسي
رغم هذه النهضة الشاملة في التعليم ما زالت مدارسنا الثانوية تعتمد في دراستها على مقررات ألفت لغير أبناء هذا البلد بل وضعها مؤلفوها لتدرس في مصر ولأبناء مصر وإن كانت المناهج متحدة أو متقاربة.
إلا أن هذا الاعتماد ينبغي ألا يطول فالجامعيون الذين وضعوا المؤلفات المدرسية الثانوية المصرية يوجد لدينا مثلهم، والمقررات المصرية إن صلح بعضها للتدريس هنا فإن البعض الآخر لا يصلح لأن لكل قطر عاداته وتقاليده وتاريخه وأسلوب خاص في حياته وعقيدتها التي يعيش من أجلها.
نعم إننا جميعا عرب ولكن هذا لا يمنع من أن تكون لكل شعب منا خصائصه وميزاته وقدوته في الحياة.
والمقررات الثانوية التي ليست من مقررات مصر يؤلفها أيضا هنا مدرسون مصريون منتدبون للتعليم وهي وإن كانت منة مشكورة لهؤلاء المدرسين تضاف إلي منتهم بالاغتراب في سبيل تعليم أبنائنا لا ننساها لهم وسنظل نذكرها ونذكرهم بالخير إلا أن هذا لا يمنعنا من توجيه اللوم علي شبابنا الجامعي وخاصة منهم المشتغلون بالتعليم لعدم قيامهم بهذا الواجب واجب التأليف المدرسي. ولوم آخر نوجهه إلي هؤلاء الذين يؤلفون للمدارس الابتدائية فقط ويهربون عن التأليف الثانوي ويتزاحمون بل ويتنافسون على التأليف الابتدائي حتى أنك لتجد أكثر من كتاب في كل فن حتى ليظل الطلبة في حيرة عند أول كل سنة دراسية.
وبهذه المناسبة أوجه رجاء حاراً إلي وزارة المعارف لوضع حد لهذه المتاعب التي يلقاها الطلاب أول كل عام تدريسها في معرفة الكتاب المقرر في كل منطقة بإعلان ذلك للمكتبات والمدارس بالصحف وإلزام المدرسين في كل منطقة وبلدة بتدريس مؤلف واحد لا أن تقرر المدرسة العزيزية مثلا مؤلف فلان في التاريخ وتقرر السعودية مؤلف فلان الآخر في التاريخ ومثل ذلك في الهجاء والمطالعة فيشتري الطالب المسكين هذا المؤلف فتطلب منه المدرسة رده وإحضار المؤلف الآخر ويرفض صاحب المكتبة رده له لأنه من أنصار مؤلف هذا الكتاب أو ذاك وتذهب نقود هذا الطالب أو والده ضحية هذا التنافس وواحسرتاه على الفقير الذي لم يجد ثمن هذا الكتاب إلا بصعوبة !!
صاد
معلومات أضافية
- العــدد: 3065
- الزاوية: أحاديث الناس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: البلاد
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.