صباح الخير
تزدحم شوارع مكة خلال موسم الحج ازدحاما ًشديدا ًنتيجة لهذه المئات من ألوف الحجاج الذين يفدون كل عام من جميع أقطار الأرض ويلاقي رجال المرور مشقة بالغة في تنظيم حركة المرور ويضطرون دائماً إلي إيقاف مواصلات خط البلدة في موسم الحج كل عام.
وأعتقد أن سبب مضاعفات هذا الزحام وباعث هذه المتاعب هو هذه الأتوبيسات واللواري الكبيرة التي تدخل الحجاج إلي قلب البلدة وتظل توزعهم مثنى وفرادى على بيوت المطوفين حتى أن الحاج يقطع المسافة من جدة إلي بيت المطوف في أكثر من عشر ساعات مما يزهق النفس ويضايق الروح حتى أضطر بعض الحجاج إلي أن يؤثر التنازل عن ركوبته بالأتوبيس ليتمكن من السفر على تاكسي بأجر ثاني هروباً من هذه المتاعب.
وأعتقد أن في إمكاننا القضاء على هذه المتاعب الكثيرة..متاعب الحجاج.. ومتاعب المرور.. ومتاعب المشاة أيضاً الذين تضيق هذه السيارات سبلهم وطرقهم وتزعجهم بالالتصاق بعضهم ببعض كي يفسحوا لها طريق المرور.
يمكننا القضاء على كل هذه المتاعب بثمن بخس لا أخال الحاج إلا موافقاً على دفعه فإن من يدفع مثلاً أكثر من مائي ريال لتنقلاته في مناسك الحج من حج وزيارة لن يثقل جيبه زيادة ريالين أو ثلاثة مقابل الراحة التي سيحصل عليها.
فإذا جعلنا محطة التفريغ والحمل للحجاج القادمين إلي مكة خارج البلدة وليكن مثلا ًعند منطقة السؤال بباب جدة ثم يجري نقل الحجاج على تاكسيات من هناك إلي منازل مطوفيهم وحددنا أجرة هذه التوصيلة بريال واحد لكل حاج لينقل رأساً إلي دار مطوفه خلال دقائق بدلاً من ساعات كان يقضيها داخل الأتوبيس منحنا امتياز هذا النقل مثلاً إلي جمعية الإسعاف أو إلي عين زبيدة أو أمانة العاصمة كمشروع تجاري يدر أرباحا ًلمصلحة إحدى هذه الجهات تستعين به على أداء رسالتها .
إذا علمنا ذلك فإننا نكون قد اصطدنا طيوراً لا طيرين فقط بحجر واحد.
حققنا راحة الحجاج وسهلنا مهمة المرور وربحنا مشروعاً اقتصادياً يعود على البلاد بالخير فإن جميع البلاد السياحية تعمل دائماً على تحقيق مثل هذه المشروعات لإنعاش اقتصادياتها والاستفادة من السياحة إلي أبعد الحدود.
هذا اقتراح نضعه بين يدي المسئولين راجين أن يدرس ويحقق في موسم الحج القادم وبالله التوفيق.
معلومات أضافية
- العــدد: 148
- الزاوية: صباح الخير
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: حراء
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.