شوارعنا والأمطار
في أواخر شهر ذي القعدة الماضي كنت في اسطنبول وخلال الفترة التي أقمتها هناك كانت الأمطار يومية تهطل بغزارة ولكنى كنت أرى طلاب وطالبات المدارس الصغار ذاهبون إلى مدارسهم آيبون منها والأسواق عاملة والناس في أعمالهم ولم يتوقفوا ولا يوماً واحداً.
ترى ماذا سيصير من أمرنا لو أن الله أكرمنا وأغاثنا بمثل تلك الأمطار؟! هل تتوقف الدراسة وتتعطل الأسواق؟ وتتوقف الدوائر الحكومية باستمرار كما هو الحال الآن؟ فقد كان الله عالماً لما بحالنا فأكرمنا أياماً معدودة فقط فتعطل عندنا كل شيء حتى التلفزيون؟!
لا أدرى ما هو شعور المسئولين عن هذا الوضع القائم في شوارعنا وما هو شعور المسئولين عن الطرق عن هذا الحال في طرقنا التي تقفل بمجرد هطول الأمطار؟
ألا يرون معي أن إصلاح الشوارع الحالية بالمدن وجعلها مثل شوارع العالم القريب منا ولا أقول البعيد منا مثل تركيا والأردن ولبنان أولى من كثير من هذه المشروعات التي تعطى الأولوية الآن.
ما قيمة الكباري والمواقف وتوسعة الشوارع إذا كانت تتحول بمجرد هطول أبسط الأمطار إلى برك ومستنقعات تفرض على المواطنين الإقامة الجبرية في بيوتهم؟!
وما هي فائدة هذه السفلتة التي تمت والتي ستتم إذا كانت ستتفتت بعد أول أمطار وتصبح مصيدة للسيارات وركابها؟
إننا نستطيع أن نؤكد أن أكثر سفلتة شوارعنا أنشئت على غير الأحوال الهندسية للطرق والكباري ومثلها الطرق وليس أدل على ذلك من هذا الوضع الحالي في شوارعنا وهذا التصدع في الكباري المنشأة حديثاً والتي أغلقت الآن ولم يمضى على إنشائها ثلاث سنوات.
والأشد غرابة من ذلك هذه الشوارع التي أصبح منسوبها أعلى من أبواب المنازل فكلما أردنا تجديد سفلتة وضعنا طبقة جديدة دون إزالة القديم حتى أصبحت السيول تدهم المنازل بعد أن انخفضت عن منسوب الشوارع.
ولقد نادينا قبل عام عند هطول الأمطار وقلنا «أيها المقاولون اتقوا الله» ولكن يبدو أننا نصرخ في واد وأن حب الفلوس قد سد الآذان وأعمى القلوب.
وتكرر نداءنا الآن لأن شوارع جدة أسوأ من شوارع مكة ولا تتصور أن حال شوارع المدينة أو الطائف أفضل من ذلك فالعجينة واحدة والخباز واحد كما يقول المثل العامي.
نعم أجلوا جميع المشروعات حتى تضبطوا منسوب الشوارع وتقيموا مجاريها فأول ما ينبغي تجميله في أي مدينة هو شوارعها فإذا ظلت شوارعنا على حالها الحاضر فإنه لا جدوى من هذا التجميل الذي تحاولونه الآن.
أجل.. اتركوا كل شيء وتفرغوا لضبط منسوب الشوارع وتصريف مياه الأمطار فالوضع الذي تصبح عليه المدن عقب هطول الأمطار وضع لا يليق بنا والحكومة تصرف مئات الملايين على هذه الشوارع وهي لا تزال كما كانت قبل ثلاثين سنة وربما كانت تلك الأيام أحسن.
أما الملاحظة الثانية فهي إلى شركة الكهرباء فهل من المعقول أن يحجب إرسال التلفزيون عن مدينة كبرى هي مكة المكرمة 24 ساعة تقريباً بسبب عطل كهربائي في محطة التقوية المقامة بجوار محطة الكهرباء بسبب المطر؟ وليست هذه هي المرة الأولى بل وقفت عدة مرات وبسبب أمطار بسيطة سابقاً فهل كانت تمديدات الكهرباء إلى محطة التقوية قائمة على سطح الأرض وكلما هطلت أمطار عطلتها؟ أم ماذا؟
إن إدارة التلفزيون تؤكد أن مسئولية ذلك على شركة الكهرباء وأن تأخير الإصلاح منها.
أجرة التاكسي
لقد أصبحت أجرة التاكسي واستغلال أصحابها وجشعهم مصدر أذى لنفوس المواطنين وخصوصاً عندما يشمخ سائق التاكسي بأنفه ويسير دون أن يرد على المواطن أو المواطنة عندما يحاول أو تحاول التفاهم معه على الأجرة والتسعيرات لم تحقق شيئاً وأصبحت أمورنا في كل شيء عرضاً وطلباً وأنجح علاج لصلف أصحاب التكاسي هو تعجيل وزارة المواصلات بإخراج شركة النقل إلى حيز التنفيذ وعندها يضطر سائق التاكسي أن يتودد إلى المواطن للركوب معه كأصحاب التكاسي في البلاد الأخرى المجاورة.
ونحن نتوجه إلى معالي وزير المواصلات كي يولى هذا الأمر اهتمامه الشخصي ويريحنا من كثير من المشاكل التي نعانيها ونسأل الله له التوفيق.
معلومات أضافية
- العــدد: 101
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.