الاصطياف في الداخل
سبقني الأخ الأستاذ محمد أحمد الحساني إلى الكتابة في هذه الصفحة عن النداءات المتكررة التي تطالب المواطن بقضاء الإجازات والأعياد داخل المملكة وفي مصايفها ومرابعها الجميلة وعن حاجة هذه المناطق إلى التيسير والتسهيل والإعداد لكي تكون منتجعات فعلية فليست الخضرة والجو وحدهما كافيين للاستمتاع بالإجازة أو قضاء أيام الأعياد.
وقد قدر لي هذا العام أن أمضى عطلة العيد في مصيف الشفا الجميل جواً ومناظراً ولكنى لم أرتح إلى الوضع.. فالمساكن غير متوفرة والموجود غالى جداً وقليل إذا كانت الأسر تتناوب علي المسكن الواحد على أسلوب الحجز في أرقى الفنادق العالمية.
والماء قليل ويرفع بأسلوب بدائي كلما انتهي يفزع الساكن إلى صاحب المسكن ويبحث عنه هنا وهناك حتى يجده ليرفع الماء من البئر.
والكهرباء لا تعمل نهاراً وتطفأ الأنوار عند منتصف الليل ويتخبط الناس في الظلمات بعد ذلك حتى المسجد الجامع هناك لا يسمع صوت المؤذن منه رغم أن له مولداً خاصاً.
والطعام كنا نأتي به من الطائف والمسافة طويلة وليس هناك وسائل مواصلات عامة.
لا يكفي أن تدعو الناس للاصطياف في الداخل بل لابد من وسائل للراحة وليس ضرورياً أن تكون كالوسائل الموجودة في الخارج بل يكفي أن يكون هناك مساكن (شاليهات) حديثة وبأجور معقولة ومياه وكهرباء وطرق وبقالة كبرى تتوفر فيها كل المواد الغذائية.
إن تخطيط المصايف عندنا يمشى بطيئاً وبصورة تثير الملل فقد مضى على مصيف الهدا عشرات السنين ونحن نسمع عن تخطيطه وإعادة تخطيطه ولكننا لم نر شيئاً حتى الآن.
ولا نعتقد أن إنشاء بعض الڤلل أو إقامة بعض الفنادق الكبرى يكفي لإعداد هذه المناطق لاصطياف المواطنين.
لهذا فإننا نوجه النداء إلى وزارة الشئون البلدية والقروية لبذل مزيد من الجهد والاهتمام للإسراع في تخطيط الهدا أولاً ثم الشفا ثم بقية المناطق الأخرى على التوالي وإمدادها بالخدمات الحديثة من طرق ومواصلات ومياه وكهرباء ودفع أهلها إلى تهيئة المساكن أو تكليف البلديات التابعة لها ووزارة الإسكان بتبني مشروعات إسكانية بسيطة..
إذا تم هذا – وهو في نظرنا سهل ميسور إذا صحت العزيمة وخلصت النية فإن أكثرية المواطنين من تلقاء أنفسهم سيؤثرون الاصطياف وتمضية الأجازات في مصايفنا.
طريق بخش
طريق بخش في وضعه الجديد كما نشرت عنه الصحف أصبح عريضاً وفي اتجاهين ويمكن أن يكون متضمناً لحركة المرور أيام الحج.
والذي نريد أن نلفت النظر إليه هو ألا تغفله تعليمات المرور التي تصدر بين الحين والآخر لتعرقل حركة السير بدلاً من أن تسهلها فينبغي أن يظل مفتوحاً على طول ذي الاتجاهين باستمرار فقد قامت الدولة بإنشاء مشروع كوبري الحجون العملاق لنفس هذه الغاية وفعلاً كان جسراً نموذجياً قضى على مشاكل المرور في المنطقة إلا أن تعليمات المرور أحياناً في الحج تصر على جعل شارع الحجون في اتجاه واحد فتبطل فوائد هذا الجسر.
وليعذرني الأخوة رجال المرور إذا قلت أن أكثر تصرفاتهم في قفل منافذ المرور مرتجلة وخاصة أيام الحج فهذا يقفل وهذا يفتح وليتهم يعمدون إلى حرية المرور كما وضعت خطوطه الأساسية ويريحونا من تدخلاتهم ويحصرون همهم في الإشراف على السير ومنع العوائق وفض الخلافات، فذلك في رأيي أسلم.
وأكرر دعوتي التي أدعو إليها كل عام رجال المرور إلى تجربة ترك نظام السير في مكة في موسم الحج كالأيام العادية وعدم اللجوء إلى القفل والفتح والتحويل والإعادة التي تسبب ربكة السير وحيرة السائقين ودورانهم في حلقات مفرغة.
والاكتفاء بالتدخل في أوقات التصعيد والنفرة دون غيرها من الأيام فقد ثبت من التجربة في السنوات الماضية أن الاتجاه الواحد يزيد من فرصة وقوف السيارات ويكتف السير في بعض المناطق ويطيل مسافات السير دون ضرورة.. فهل يجربون هذا العام..
المياه المتواجدة بالأسواق
انتشرت في أسواقنا المياه المسماة بالصحية المستوردة، وتنوعت مصادرها وتهافت الناس عليها بحسبانها هي المنجية من كل مخاطر المياه دون التأكد من مدى صحة ما يقال عنها من أنها صحية فعلاً ونقية فعلاً..
ونحن لا ندرى بالضبط مدى إشراف وزارة التجارة أو وزارة الصحة على استيراد هذه المياه لئلا يخدع المواطنون بلفظ صحية.
سألني قارئ قائلاً أنه اشترى أحدى زجاجات المياه فوجدها مؤرخة سنة 1973- أى مضى على تعبئتها خمس سنوات.. سألني هل يظن هذا الماء محتفظاً بوضعه الصحي داخل هذه الزجاجات البلاستيكية هذه المدة..؟
أم أنه يعتريه التفاعل كما يعترى بقية الأشياء المحفوظة والمعلبة؟
وأنا أضع السؤال تحت نظر المسئولين في وزارة الصحة، ووزارة التجارة – للرد عليه واتخاذ اللازم حيال ضمان صلاح الماء المستورد الذي يباع بالأسواق..
معلومات أضافية
- العــدد: 111
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر: 21/11/1398ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.