أرجو أن يسامحني خبراء الزراعة والمياه عندنا تدخلي في شئونهم بهذه الكلمة وتصحيح مفاهيمي عن حكاية المياه وتحلية المياه.

منذ فترة نشرت الصحف أن مدة الانتهاء من مشروع تحلية المياه بمكة هي خمس سنوات بحجة أن ذلك يحتاج إلي دراسات ومخططات.

ومكة المكرمة بسبب تزايد السكان من جهة وتزايد الحجاج من جهة أخرى وعدم انتظام توزيع المياه من جهة ثالثة تعاني الكثير جداً وخاصة في بعض المناطق التي يضطر السكان أن يشربوا طن الماء بخمسين ريالا في الأيام العادية وثمانين ريالا أيام الحج بينما يشربه إخوانهم في بعض المناطق بخمسة قروش وهو ما يحز في النفس والجيب معا وما أشد وقع ذلك على الفقير ومستور الحال لاسيما سكان المرتفعات والجبال.

وخمس سنوات كثيرة في نظرنا وكم نتمنى أن تكون خمسة شهور لو أمكن أو سنة أي اثني عشر شهراً فالمملكة والحمد لله. منذ أكثر من عشر سنوات وهى تقوم بمشروعات تحلية في مختلف أنحاء المملكة وأنشأت فعلاً العديد من المحطات واستخدم أخوة لنا ماء البحر المحلي منذ سنوات، وبذلك أصبحت لدينا خبرة ومعرفة تمكننا من سرعة الدراسات ووضع المخططات وتنفيذها..

فماء البحر القريب من مكة المكرمة وفي جدة والخبر وينبع والمدينة هو ماء البحر لا فرق بين هذا أو ذاك.

والآلات التي تستورد للتحلية في جدة هي نفسها التي يمكن الاستفادة من مثلها في تحليه المياه المخصصة لمكة المكرمة والمباني والمنشآت اللازمة لذلك إن لم تكن واحدة فهي متقاربة جداً لأن الأرض على شواطئ البحار لا تختلف كثيراً.

والمهندسون هم المهندسون، والموظفون هم الموظفون والاعتمادات المالية بميزانية الدولة من أجل المياه التي تقوم عليها الحياة! حياة الإنسان والحيوان والنبات وربما الجماد أيضاً تعطي الأولوية على أية مشروعات أخري.

والأنابيب والحفريات والأرض لا تختلف بين مدينة وأخرى اختلافاً كبيراً لما صنع في جدة وينبع يمكن أن يصنع مثله لمكة المكرمة مع بعض الاختلاف البسيط.. فلماذا انتظار خمس سنوات ولماذا هذه المدة في الدراسات والتنفيذ والمسافة لا تزيد على مائة كيلو؟! ألم نستفيد من تجاربنا في كل ما أنشأناه من محطات تحلية بحيث يمكننا أن نقوم بمثلها في الحال بعد دراسة قصيرة؟!.. أليس عندنا في مؤسسة تحلية المياه ووزارة الزراعة مهندسون يستطيعون تنفيذ إنشاء هذه المحطات تحت إشراف المؤسسة والقيام بالإنشاءات والتمديدات واستجلاب المكنات؟

قد يكون في مثل هذه التساؤلات شيء من عدم العلم بالحقيقة ولكن فوق كل ذي علم عليم.

فهل تصحح لنا مؤسسة تحلية المياه مفاهيمنا؟! نرجو ولها الشكر.

وعلى ذكر المياه والزراعة نود أن نسأل عن مشاريع وزارة الزراعة في وادي فاطمة وسدودها فإن من المنتظر أن تستغني جدة عن مياه وادي فاطمة قريباً ويحتاج الوادي إلي عدد من السدود للمحافظة على مياهه وتنمية موارده المالية لأحياء الأراضي الزراعية التي انتشرت بسبب سحب مياهها إلي جدة.

ليت وزارة الزراعة تولي هذا الوادي بجميع روافده من الوديان المجاورة ضمن خطة التنمية الزراعية التي نحن في أمس الحاجة إليها.

تقليعة جديدة..

تقليعة جديدة بدأت تتفشى في مجتمعنا بمكة المكرمة تنافي ما نشأنا عليه بل تخالف تقاليد الإسلام التي تستنكر الاحتجاب عن حوائج الناس.

هذه التقليعة قيام بعض المديرين ليس من المرتبة الثانية عشرة والثالثة عشرة ولكن من المرتبة الثامنة والتاسعة من ذوي العلاقة بالجماهير.. بتعيين مديري مكاتب لهم يضعونهم حجاباً ساتراً بينهم وبين المراجعين من ذوي الحاجات ليطوحوا بهم يميناً وشمالاً، ولا يستمعون إلي شكوى ولا يدرون عن تصرف موظفيهم.. مع أن امتحان العظمة والكبارة لا يظهر إلا في القدرة على مواجهة الناس وتصريف العمل بجدارة.

إنها مفارقة عجيبة، فأنت تستطيع أن تدخل على كبار المسئولين دون أن يعترض سبيلك أحد، وإذا صادف أن أردت مقابلة هذا المسئول الكبير وعنده اجتماع أو عمل هام فإنه لن يطول انتظارك ولن يسألك مدير المكتب ماذا تريد؟! ولماذا..

أما إذا أردت مقابلة مدير صغير لتشكو إليه أمرك أو تضع مشكلتك بين يديه فإن المدير الأصغر يسأل ماذا تريد؟! ولماذا ثم يحيلك إلي من جئت تشكو منه.

إن عدم مواجهة المشاكل يعقدها ويضخمها، والمواجهة بالحقائق هي الحل الوحيد لكل المشاكل.. فيا أيها المديرون أفتحوا الأبواب وواجهوا الناس بقدراتكم وإمكاناتكم وحاولوا أن تعرفوا ما يدور من وراء الكواليس لئلاً تبرم الأمور من خلف ظهوركم.. فتقعون بين نارين أو أمرين أحلاهما مر..

هل هذا صحيح؟!

خدمة الحرم المكي الذين أحيلوا إلي التقاعد براتبهم الكامل في رجب الماضي حتى الآن لم يسو معاشهم ولم يصرف لهم شيء.

بضع نفر منهم وصلت تسوية معاشاتهم. وفوجئوا بصرف أربعمائة ريال فقط بينما كانت مرتباتهم أكثر من ألف وأربعمائة ريال.

جلهم إن لم يكن كلهم من الطاعنين في السن وقد أبقتهم الدولة بعد تجاوزهم سن المعاش رحمة بهم ثم قررت إحالتهم على المعاش بكامل الراتب.

فكيف تصرف لهم مصلحة معاشات التقاعد أربعمائة ريال فقط؟! في هذا الوقت وبعد أن أصبحوا عاجزين عن أي عمل؟!

سؤال نوجهه إلي مصلحة معاشات التقاعد؟..