القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 153 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الخميس, 10 نوفمبر 2011 06:26

لم تقولون ما لا تفعلون

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

· يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون.

تذكرت وأنا أقرأ هذه الآية من سورة الصف وما بعدها.. تذكرت حكاية الشاب الذي جاء إلي الرسول -صلى الله عليه وسلم- يطلب منه السماح له بالزنا فلم ينهره ولم يشتمه ولم يأمر بجلده وإنما قارعه الحجة بالحجة ووعظه بالحسنى وعلمه بالأدب إذ سأله: هل ترضي ذلك لأمك؟ فذعر الشاب وقال: لا فقال له الرسول: هل ترضاه لأختك؟ فكرر الإجابة، وظل الرسول يسأله: هل ترضاه لزوجك؟ هل ترضاه لأبنتك؟ إلخ وكان في كل مرة يقول: لا.. وجاءت كلمة الرسول الماتعة المانعة: كل الناس لا يرضاه لهن- أو كما قال- فتراجع الشاب وتاب واستغفر ربه وأناب.

تذكرت هذه القصة النبوية والموعظة الحسنة وتعجبت من هؤلاء الذين ينقمون على أن أدعو إلي التمسك بآداب الدين والحفاظ على الأخلاق والتقاليد ويسخرون من ذلك مع أنني أدعوهم إلي الله على بصيرة - إن شاء الله - بل أدعوهم إلي الجنة ويدعونني إلي النار وسيذكرون ما أقول لهم وأفوض أمري إلي الله.

عجبت لأنني أعتقد وأحسن الظن بكل مسلم وخاصة في بلدي هذا أنهم لن يرضون بقضية السفور والتبرج والاختلاط لا يرضونها لزوجاتهم ولا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لأمهاتهم إلا إذا كانوا من القواعد من النساء وممن لا يرجون نكاحاً وخاصة عندما يشاهدون الغمز واللمز وترقيص الحواجب وتذييل العيون والميوعة ممن لا أخلاق لهم عندما تقع أعينهم على أي صورة من صور الفتنة في المرأة.

إنني لا أسمح لنفسي أن أتهمهم بفقدان الغيرة وضحالة الرجولة لأنها مازالت متوفرة في الرجال عندنا - إن شاء الله - ولكني أتهمهم بأنهم يريدون الفرجة على نساء العالمين والاستمتاع بمناظرهن.

فهل يرعوون؟؟ كما أرعوي ذلك الشاب أم يظلون سادرين في غواياتهم، إننا واثقون أن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه بيننا كثيرون وسيرون ونري أينما أهدى سبيلاً والعاقبة للمتقين.

تحية ودعاء

ترجع أخوتنا وزمالتنا مع الصديق الأستاذ عبد الله الحصين إلى ما قبل ربع قرن أو أكثر عندما كنت أملك امتياز جريدة (الندوة) وأرأس تحريرها وكان أخي أحمد ساعدي الأيمن فقد كان الأستاذ الحصين في مقدمة الداعمين والساندين لنا ضمن نخبة من الكتاب والأدباء الذين مازلنا ندين لهم بالفضل في تلك الحقبة التي كان الكاتب يكتب ولا يريد منا جزاءً ولا شكوراً.

واستمرت تلك الأخوة والصداقة طيلة هذه السنوات على الرغم من بعد الشقة واختلاف دروب الحياة واستمر لقاؤنا صفحات الصحف مع الحفاظ على الود.

وقد كنت وأخي أحمد من السعداء عندما تحقق إسناد رئاسة تحرير جريدة (المدينة) الغراء إلي الصديق الحصين وبادرنا بالدعاء له بالعون والتوفيق لأننا من أكثر من يدرك صعوبة المهمة التي أسندت إلي الصديق. ولكن ثقتنا في قدرة الأستاذ الحصين على قيادة السفينة في الطريق السليم بما عنده من حس صحفي وثقافة أدبية ووعي لمسئولية وأمانة الكلمة.

تحية خالصة للصديق الحصين ودعاء من الأعماق بالتوفيق والعون والسداد والرشاد في خدمة الوطن والمواطنين.

حنان الأم

هل يوجد حنان على هذه الأرض يشبه حنان الأم على طفلها؟ لا أتصور ذلك وأرجو ألا يتصور ذلك أحد فالله وحده هو الحنان الذي ليس مثله حنان.

منذ كنت أعمل بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة منذ خمسين سنة كنت أرثي لما يفعله بعض الآباء ببعض الأمهات عندما يقهرونهم على سحب أولادهم عند بلوغهم سن الحضانة أو زواج الأم المطلقة من أبيهم قبل ذلك وأري بعيني مدى حسرة الأمهات ولهفة الأطفال وهم ينتزعون انتزاعاً من أحضان الأم إلي زوجة الأب وكنت ومازلت أنصح الآباء ألا يفعلوها، فحسب الأطفال ما نالهم بسبب أبغض الحلال وأدعوهم للتنسيق بين الأبوين لإشعار الأولاد أنهم لم يحرموا من حنان الأم ولا رعاية الأب. وإن فرق الزمان بينهما. ولا أجمل ولا أحلي من المعروف وعدم نسيان الفضل وحقوق العشرة إذا حكمت الأقدار بالفراق.

تذكرت هذا أو دارت برأسي هذه الخاطرة وأنا أقرأ ما يدور هذه الأيام في صحف أمريكا حول قضية الأمومة بالوكالة والتي وصلت إلي القضاء الأمريكي فقد اتفق والدان لم ينجبا لموانع خلقية مع سيدة متزوجة ولها أبنان أن يضعا في رحمها طفل أنبوب لقاء عشرة آلاف دولار ولكن هذه الأم بالوكالة عندما أنجبت طفلتها تراجعت وأصرت على الاحتفاظ بالطفلة ورفضت استلام المبلغ المتفق عليه وهربت من البلدة إلي مكان بعيد بالطفلة وقالت أنها وقعت الاتفاق بنية خالصة ظناً منها أنها تستطيع قهر غريزة الأمومة والتخلي عن الطفلة ولكنها وقد اكتشفت أنها عاجزة عن قهر هذه الغريزة الحانية رغم أنها عندها أبنان وتتطلب من القضاء الأمريكي ولا أخالة إلا حاكماً للأم الوالدة في تقديري.

.. هذه القضية الآن تعطي فكرة عن مدي حنان الأم ووجوب المحافظة على الطفل وإلا نشأ الطفل محروماً معقداً وربما حانقاً حاقداً على أحد أبوية أو كليهما أو على المجتمع كله حسبما ترسب في ذهنه خلال نشأته.

أكرر نصحي للآباء للتنسيق مع الأمهات المطلقات في ظل المودة والرحمة التي كانت تجمع بينهم ثم جاء أبغض الحلال ففرقهما فذلك أنفع وأفضل لتنشئة أولادهم بعيداً عن العقد.

والله من وراء القصد.

ولا تنس نصيبك من الدنيا

نقرأ دائماً عن منتزهات وحدائق حيوان وغير حيوان وملاعب أطفال ومخططات لم يسبق تنفيذ مثلها بالمملكة هنا وهناك في جدة.. في الرياض.. في المنطقة الشرقية ولا نقرأ شيئاً مع الأسف عن أي فكرة أو مشروع أو مخطط لشيء من ذلك في مكة المكرمة.

فأين نصيب أهل هذا البلد المقدس، أين حصة شبابه وأطفاله ونسائه؟

أليس لهم نفس في الترفيه البريء والاستجمام الضروري واللعب النزيه؟

وأعتقد أن الأمر في المدينة المنورة نفس الشيء فمن قال أن حرمة هذين الحرمين والمدينتين المقدستين بفرضان على سكانهما التقشف والحرمان من متع الحياة المباحة؟ وإذا كان جيلنا نحن كبار السن لم تعد مهمة مثل هذه الأمور لأنفسنا ولكنها تهمنا بالنسبة لأولادنا وأحفادنا.

لقد قال لنا القرآن: ﴿ولا تنس نصيبك من الدنيا، وخيركم من أخذ من هذه وهذه وعمل لهما (أي الدنيا والآخرة).

لا أدري إلي من أوجه هذا الكلام؟ إلي وزارة الشئون البلدية أم إلي أمانة العاصمة؟ فهل من مجيب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 6
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا