عندما أثرت في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالرياض موضوع سفلتة شوارع مكة أجابني سمو الأمير فيصل رئيس مجلس الوزراء بما معناه أن هذا من اختصاص أمانة العاصمة.. وعندما أجبت سموه أن أمانة العاصمة في أجازة منذ أمد طويل.. التفت سموه إلي الأستاذ عبد الله عريف وكان إلي يمينه وقال لي: هذا هو أمين العاصمة الجديد فعليكم به...

وكانت مفاجأة لنا جميعا اغتبطنا لها واستبشرنا خيراً ولكننا التمسنا من سموه معاونته على مهمته الصعبة فابتسم قائلا: لن أتأخر... فشكرنا لسموه تلك اللفتة الكريمة.

والآن وقبل أن يمضي على الوعد شهران يبر سموه بالوعد فيصدر أمره على معالي المعلم بن لادن بسفلتة جميع شوارع مكة وفق رغبة أمانة العاصمة وبالاتفاق معها. وبهذا يحقق سموه أمنية عزيزة كان يتطلع إليها لإسكان مكة فحسب بل وكل حاج وكل وافد إلي هذه البلدة المقدسة فألهج الألسنة - بل القلوب - بالدعاء الخالص للجالس على العرش ولسمو ولي العهد بالتوفيق وأفضل الجزاء..

بقي علينا أن نوجه نظر أمانة العاصمة إلي سوابق من الأضرار كانت تنزل بشوارع مكة.. دون إحساس بالمسئولية فقد سبق أن سفلت الشارع العام أكثر من مرة. ولكنه سرعان ما يعود إلي حالته القديمة نتيجة أمرين لا ثالثا لهما..

أولهما: عدم الإتقان في العمل نتيجة للارتجال والسرعة.

ثانيهما: هذا التضافر بين شركة الكهرباء ومصلحة البرق والتلفون وإدارة عين زبيدة والأمانة نفسها - عندما تقيم الزينات - على تشقيق الأسفلت وتكسيره بين حين وآخر ثم إهماله أحيانا، وأحيانا معالجته بالطين والرمل الذي لا يلبث تحت وطأة السيارات أن يتكسر وتعود الحفريات والمطبات كسابق عهدها.

نريد أن نوجه نظر أمانة العاصمة إلي هذين الأمرين ووضع نظام للتكسير والتحفير يضمن عودة الشيء إلي أصله تماما لأن صيانة هذه الشوارع بعد سفلتتها مسألة مهمة تستطيع معها الأمانة أن تتجه إلي الشوارع الأخرى بدلا من العودة إلي هذه الشوارع من جديد بعد عامين أو ثلاثة.