المهور !!؟؟
استمعت إلي قرارات مؤتمر نساء آسيا وأفريقيا من إذاعة القاهرة وقد جاء في هذه القرارات توصية بإلغاء المهر أو تحديده بشيء رمزي وقد تذكرت نقاشا ًدار بيني وبين الوجيه الشيخ صالح بوقري – منذ شهور معدودة – نقاشاً احتد فيه وقال: يا أخي لا تكتبوا في الجرائد عبارة "غلاء المهور"!! فليس هناك غلاء في المهور..ولكن الغلاء في الجهاز.. جهاز العروس الذي يجب أن تزف به من أثاث وفراش وأواني كان مفروضاً أن يجهزه الرجل في بيته لتزف إليه الزوجة بملابسها وحليها فقط.
أما أن تفرض عادتنا وتقاليدنا على الزوجة أن تجهز بيت الزوجية ثم يسمي ما يدفع لوليها لهذا الغرض.. يسمي مهراً ثم تقولون أنه غلاء في المهور..فهذا غير وجيه!!
تذكرت هذا الحديث وتذكرت ردي عليه بأن قلت: لماذا لا نعكس نحن هذا الوضع ونترك للزوج مسئولية تجهيز بيته بما شاء وكيف شاء ومتى شاء ونقدم له زوجته بملابسها وحليها فقط ونحدد المهر حينئذ بألف ريال فقط كما يفعل هؤلاء الذين يتزوجون من الخارج؟
قال: إنها فكرة طيبة.. فادعوا لها ولا تتحدثوا بعد الآن عن "غلاء المهور".
تذكرت هذا فأدركت أن المؤتمر وقع في نفس الخطأ الذي يقع فيه جميع الناس فالمهر لم يكن في حد ذاته في يوم من الأيام العقبة في سبيل الزواج ولكنها التقاليد والعادات إننا نستطيع أن نيسر الزواج بشيء واحد فقط هو أن نعكس الوضع القائم فنجعل إعداد بيت الزوجية من اختصاص الرجل يعده على قدر الحال وبالتدريج ونشفع هذا الحل بإدخال تعديل على الاحتفال بالزواج فنقصره على حضور الأهل والأصدقاء والمعارف وتوزيع الحلوى والشربات دون مغالاة في اختيار أفخم الحلويات وأعلاها وذبح الخراف إلخ.
وبغير هذا وذاك سنظل نلطم الخدود ونشق الجيوب ونملأ الدنيا صياحا ًوتباكيا ًعلى الزواج المأسوف عليه دون أن نصل إلي أية نتيجة.
فما رأي سادتنا وكبرائنا في هذا الكلام؟
ألا يغامر فريق منهم بسن هذه الطريقة ويعلن عنها ليقتفي أثره الباقون ويقبل الشباب على الزواج ويقدموا على طلب يد ذات الصون من الداخل بدلا ًمن طلبها من الخارج.
إن هذا الرأي سبق أن اقترحه أخي أحمد في صفحة "الأسرة" بالندوة – وناقشه بعض الكتاب والقراء..ثم هدأت العاصفة، وعدنا لوضعنا القديم نبكي ونشكي..فهل من علاج؟
معلومات أضافية
- العــدد: 627
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.