صباح الخير
«هل تنكر يا سيدي – وجود العاطلين في بلدنا؟! هل تنكر عدم وجود شيء آخر بجانب البطالة.. مثل الغلاء.. وأزمة المساكن. وجشع الملاك؟!
من المسئول يا ترى؟ المجتمع أم الملاك أم الأثرياء؟ أم التجار؟..
خمسة أشهر تقريباً لم أجد عملاً – وأنا من أبناء البلاد – بعد أن اضطررت للخروج من وظيفتي وجئت إلى مكة على أمل أن أجد عملاً فور وصولي ولو بأقل من راتبي ورتبتي فقد كنت أتقاضى 615 ريال في الشهر.
ودخلت هنا عدداً من الاختبارات التي تعلن عنها الصحف بين حين وآخر.. بدون جدوى.
إنني مستعد للتنازل عن نصف راتبي الذي كنت أتقاضاه فأين العمل؟!
لقد ساورتني نفسي بالنزول إلى حومة "الدوار" ولكن هل أجد في نفسي الجرأة؟ إن المجتمع لا يرحم والأصدقاء لا يعذرون، والأفواه ستقول شيئاً.
إن مئات من أمثالي يتألمون ويخفون التألم وراء تلك الثياب النظيفة أمام الصديق والعدو ومن ثم فإني أطلب منك يا سيدي أن تعمل شيئاً في سبيل هذه المئات من العاطلين بعد أن أصبح المسئولون أكثر استجابة من ذي قبل لما يكتب في الصحف».
هذه مقتطفات من رسالة مطولة تصور مأساة شاب أضعها تحت أنظار القراء والكتاب جميعاً وأتساءل عن السبب في وجود هذا السيل من الشباب المتعطل الذي يطرق أبواب الوزارات والمصالح الحكومية بالمئات جرياً وراء وظيفة أو وظيفتين شاغرة؟!
ألا توجد لدينا أعمال ووظائف تستوعب هذا العدد من الساعين وراء لقمة العيش؟! لا أظن فإن بلادنا لما فيها الآن من حركة عمرانية واقتصادية أصبحت محط أنظار ومعقد آمال الكثيرين من إخواننا أبناء البلاد المجاورة وغير المجاورة.
أتكون مزاحمة الأجانب واحتلالهم لوظائف وأعمال الشركات والمؤسسات والبنوك هي السبب؟!
ولماذا تفضل الشركات والمؤسسات والبنوك الأجانب على السعوديين؟!
الآن أولئك أكفأ وأكثر احتمالاًَ وأيسر تكاليف؟! ولماذا يكون أولئك كذلك ونحن بالعكس؟!
هذه الأسئلة كانت تتردد في خاطري منذ مدة طويلة وكنت أريد طرحها للمناقشة لعلنا نجد لها علاجاً يصلح أمورنا فجاءت هذه الرسالة وعجلت بى كي أعرض هذا الموضوع على بساط البحث.
إنه موضوع في رأيي أخطر من أن يترك هكذا أو يناقش مناقشة سطحية وأحب أن يشارك البحث فيه كل صاحب رأى أو اختصاص لتشخيص الداء ووصف الدواء.
والجميع – قراء وكتاباً واختصاصيين – مدعوون للمشاركة ولهم الشكر سلفاً.
معلومات أضافية
- العــدد: 158
- الزاوية: صباح الخير
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.