اقتراح وجيه إلى مديرية الجوازات
«اللهم إن هذا باطل لا يرضيك» قالها الرجل وهو يغادر إدارة الجوازات والجنسية.. قالها في حرقة وألم واتجاه بعينيه ويديه إلى السماء وكأنه يستعدي ربه على أولئك الذين أتعبوه دون جدوى.
قلت: مالك يا عم؟!
قال: أشكو بثي وحزني إلى الله!!
قلت: ثم إلىّ .. لعلي أستطيع أن أخدمك.
قال: لا بأس.. فأنصت إليّ.
أقمت بالمملكة خمس سنوات ثم تقدمت في أول هذا العام.. نعم في أول هذا العام إلى إدارة الجوازات أطلب التجنس بموجب النظام.. وقبل الطلب مبدئياً وراح يسير كالسلحفاة من قسم إلى قسم ومن فوق إلى تحت.. ومن تحت إلى فوق.. ومن هنا إلى هناك.. ومن هناك إلى هنا وأنا أجري بل ألهث وراءه وأضع الساعات بل الأيام مضحيا بعملي ووسيلة رزقي. وانتهى العام.. عام كامل ولم تنته المعاملة، أو انتهت على الأصح ولكن بالمقلوب فقد جاء الشرح في نهاية المطاف إن التجنس غير جائز لأن إقامتي المشروحة بالجواز كانت بتأشيرة مؤقتة وهناك تعليمات لا تجيز منح الجنسية على الإقامة المؤقتة.
هكذا تجدني وقد رجعت بعد طواف يقرب من عام بخفي حنين.. بل وبغير خفي حنين مع الأسف الشديد.
فهلا كان في وسع أول موظف قدمت له الطلب أن يطلع على الجواز ليرى وضع الإقامة ومدتها وهل استحققت الجنسية أم لا؟ ثم يوجهني فيريحني من ناحية ويريح هذا العدد الكبير من الموظفين الذين اشتغلوا في معاملتي كل هذه المدة من ناحية أخرى؟!
ألم تكن إدارة الجوازات في حاجة إلى هذا الجهد والوقت الضائع لاستغلاله فيما ينفع فما أظنها معاملتي وحدي ولكن أمثالها كثير.
لماذا لا يكون في إدارة الجوازات خبير واحد تقدم إليه كل الطلبات قبل البدء في المعاملة ليطبق النظام على كل طلب ويطلب من صاحبه تقديم كل المستندات من شهادات وصور وإقامات وكل ما من شأنه سرعة البت في المعاملة فإذا قدم الطالب كل هذا بدأت المعاملة وإلا بقي الطلب عند صاحبه حتى يكمل مستنداته وأوراقه..
قلت: إنه اقتراح وجيه سأضعه مع قصتك تحت أنظار المسئولين عن هذا المرفق الهام من مرافقنا لعله يصبح موضع دراستهم.
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.