وفروا على أنفسكم إضاعة الوقت والجهد
ليس من شك في أن من حق كل إنسان أن يبدي رأيه وعلى كل صحيفة أن تنشر هذا الرأي ولكن بشرط واحد هو أن يكون هذا الرأي مبنيا على فكرة صحيحة من أساسها.
إما أن يسئ فهم فكرة ثم يبدي رأيه فيها، ثم تعرف الصحيفة هذا الخطأ في الفهم وتنشر الرأي عملا بحرية النشر ذاتها مسألة فيها نظر.. ولها دوافع خفية.. وخاصة إذا جاءت المسألة بأسلوب الغمز واللمز والتورية والاستعداء.
ولو كان على المسئول عن التحرير في أية صحيفة أن ينشر كل رأي ولو كان واضح الخطل ظاهر الإفك لما كان هناك لزوم لتحميله المسئولية وتكليفه بعناء مراجعة كل ما ينشر بخلاف ما إذا كان الرأي موضع اختلاف وجهات النظر فإنه ليس من حق هذا المسئول أن يحول دون إبداء الرأي المخالف لرأيه.
مثال ذلك ما نشرته زميلة عزيزة تؤثر دائما أن تظل صلات الود بيننا وثيقة لاعتقادنا أن لكل مجتهد نصيب وأن نجاحها لن يزيدنا إلا افتخاراً واعتزازاً وتظن أن نجاحنا أيضا لن يورثها إلا نفس الإحساس ولكل وجهة هو موليها..
نشرت هذه الزميلة كلاماً لقارئ لم يقو على نشر اسمه الصريح فرمز له بأحرف لا ندري هل هي من اسمه حقا أو أنها هكذا اعتباطاً، يستنكر فيه أن يظل بعض موظفي المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر يوالون الكتابة مع أن الموظفين ممنوعين من الكتابة في الصحف!! ويطالب المديرية العامة بمنع موظفيها من الكتابة.
وقد كان بودى أن أمر بمثل هذا الكلام مر الكرام.. فهو بالإضافة إلى تفاهته قد بني على فكرة خطأ.. فإن أحدا لم يمنع الموظفين من الكتابة الصحفية، والصحافة حرة في بلادنا وأبداً، مثل هذا الرأي تشويه لسمعة بلادنا فالموظف لا يقل حرية عن غيره من الموظفين في حدود القانون إلا أنه رؤي من المصلحة عدم السماح للموظف الحكومي بتوجيه النقد إلى الحكومة، أما غير ذلك فهو حر في أن يكتب ما شاء متحملا نتيجة ما يكتب والدليل على ذلك هذه الصحف المليئة بتواقيع كبار الموظفين وصغارهم.. دون اعتراض.
فلماذا موظفو الإذاعة والصحف بالذات؟!
لأن من أقلام الندوة التي تعتز بها نخبة ممتازة من موظفي الإذاعة والصحافة رفضوا كل مساومة من أجل مبادئهم واعرضوا عن كل إغراء، وصموا آذانهم عن كثير من الهراء.
ومن ثم نبتت فكرة الاستعداء هذه ومطالبة المديرية العامة بمنعهم من الكتابة.
إنها مؤامرة مكشوفة يعرفها أخونا ص. ع. ن ومن وراءه.. ويسعدنا أن نقدم لهم جميعا هذه النصيحة الغالية: ما رأيت مظلوما أشبه بظالم.. إلا الحسود.. هم لازم.. وغم دائم.. وحزن لا ينفد.
وليوفروا على أنفسهم إضاعة الوقت والجهد في حبك هذه الدسائس إذ أن القافلة ستسير ولن ينالهم منها إلا مضاعفة الهم والغم والحزن. وإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.