القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 181 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 23:11

ملاحظات عن الحج

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا أعتقد أن مسئولاً أو غير مسئول وقد رأي ما يفعل بعض الحجاج وخاصة حجاج البر بالمساجد والشوارع والجسور والطرق والحدائق من اتخاذ كل هذه الأماكن مقاماً ومناماً وعرقلوا حركة السير وأتلفوا الزرع ونشروا الأقذار والفضلات والمياه في كل مكان بصورة مزرية لا تتفق وكرامة الحاج وعزة المؤمن وسمعة البلاد  التي تنفق الملايين من أجل توفير وسائل الراحة لحجاج بيت الله الحرام.

لا أعتقد أن أحداً رأي ذلك ورضي عنه أو ارتاح له لأنها صورة شائنة منفرة لو رآها حاج متحضر ساقته الأقدار لأداء هذه الفريضة أو مسلم جديد كان يحج إلى بيت المقدس وجاء ليرى الحج في الإسلام لبكى الأول على المسلمين ورثى لهم واستنكر المسلم الجديد طريقة الحج في الإسلام بهذه الصورة  التي ستصافح عينه كلما غدا أو راح..

إن من لا يقدر على تأمين مسكن يؤويه وأهله ويصون كرامته لا يجب عليه الحج لأن الإسلام اشترط للوجوب الاستطاعة لكل مستلزمات الحج والمسكن بلا شك من مستلزماته فلا داعي لأن يؤذى المسلم نفسه ويؤذى الآخرين بمثل هذه الحجة  التي قد يرتكب فيها إثماً فقد كان الكثير من الحجاج يدخلون بيوتاً بلا إذن ليسكنوا في أفنائها ويقذفوا من مائها وخاصة المساجد ومياهها المخصصة للوضوء يقذفون منها لغسل ملابسهم وطبيخهم واستحمامهم.

وينامون بنسائهم وأطفالهم تحت نظر الناس وعلى مرأي من المارة بصورة يأباها خلق المسلم وكرامة الإنسان وعزة المؤمن ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

لقد كنت فيما مضى أعارض فكرة إنشاء مدن خاصة لسكن حجاج البر خشية من تأثير هذه المدينة على مصلحة المواطنين الذين يستفيدون من تأجير بيوتهم على الحاج في موسم الحج.

وكنت أعارض السماح لحجاج البر بالإقامة بجوار سياراتهم الكبيرة في الشوارع أو في محطات السيارات بعد أن سيطرت عليها أجهزة الأمن وأنشأت لها محطة وحصرت وقوفها بها ولكنهم تحايلوا على ذلك فتركوا السفر على السيارات الكبيرة وأصبحوا يحجون على السيارات الصغيرة  التي لم يطبق عليها نظام السيارات الكبيرة وفعلوا ما فعلوا مما أشرت إليه فإنني أصبحت أؤثر قبول أهون الضررين فإن هذا الوضع الجديد الذي نشأ عن سكنى الشوارع والمساجد والجسور والطرق أشد ضرراً من عدم تأجير بعض المواطنين لبيوتهم وخاصة أن أكثر حجاج البر لا يسكنون بيوتاً وقد بلغ من تصرفات متعهدي قوافلهم أن يتأخروا بهم في الطرق فلا يصلون بهم إلى مكة إلا يوم سفرهم إلى عرفات أو قبله بيوم يقضونه في السيارات ثم يرحلون لأداء المناسك.

أما الآن وقد حدث هذا الذي ذكرته وتعرضت سمعة البلاد حكومة وشعباً للنقد الشديد من هذا الوضع لأن هذا النوع من الحجاج الذين يوفرون أجرة السكن يزعمون أن البلاد لم توفر لهم المساكن ولهذا فإنهم مجبورون على هذا النوع المشين من السكنى مع أن المساكن متوفرة ولكنهم لا يريدون الاستئجار إما بخلاً وإما فقراً.

أما الآن فإنني اقترح أن تتدخل الدولة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك من أوجب الواجبات.. أن تتدخل لحماية كرامة الحاج وصيانة سمعة البلاد ومنع الأذى عن الحجاج الآخرين ووقف شريان هذا الوباء بالعدوى واقتداء بقية الحجاج ممن يستأجرون الآن ويسكنون في البيوت والانتقال إلى الشوارع والساحات والحدائق فقد تكون الحياة في بعض هذه الأمكنة أفضل لقربها من المسجد الحرام ولا تكلفهم عناء السير إلى بيوتهم والهواء والماء والضوء متوفر، فعندما امتلأ الدور الثاني من المسجد الحرام بالنائمين ولبس بالقائمين ولا المصلين خرجوا إلى ما حوله فامتلأت الساحات المجاورة والأرصفة فوجدوا هذا العام هيكل موقف السيارات بأدواره الثلاثة فملأوها أيضاً فهل يطمع الحاج في سكن مريح مجاني أفضل من هذه المواقع  التي قضاها في أفخم الفنادق؟! أعتقد أن الحجاج الساكنين في بعض المساكن يحسدون سكان هذه المواقع المجانية وسيوصون من يحج من أهلهم وأقاربهم ومعارفهم – إن لم يقدر لهم أن يحجوا بأنفسهم أن يسارعوا بالسكنى في هذه المواقع الجميلة ويوفروا على أنفسهم أجور السكن ومشقة الذهاب إليه.

لقد قالت لي إحدى الحاجات العراقيات: ما هذا يا أخي؟! ما هذه الأجساد الممدة رجالاً ونساءاً لا يفصل منهم شيء في الدور الثاني من المسجد الحرام حتى لم استطع المشي فيه؟! وهل قامت الدولة بهذه العمارة الفخمة لينام بها الناس أم ليصلوا ويذكروا الله؟ فلم أجد ما أجيب به إلا كلاماً فارغاً أردده أمام مثل هذه الانتقادات: إننا نكرم الحاج ونحسن معاملته وكل أجهزة الدولة تتجنب إغضابه.

نعم اقترح أن تتدخل الدولة ضمن جهودها في رعاية الحاج وتوفير سبل الراحة لهم لتتبنى فكرة إنشاء مدينة لحجاج البر بمكة على أساس مؤسسة إسكان أهلية تساعدها الدولة بتقديم الأرض وتتولى هذه المؤسسة إنشاء هذه المدينة وربطها بمواصلات منتظمة بالمسجد الحرام.

وفي كلمتي القادمة سأتحدث عن الأسس والقواعد  التي يمكن أن تقدم عليها هذه المؤسسة وما تحققه من فوائد للحجاج أنفسهم قبل كل شيء.

رد على رسالة:

إلى القارئة الآنسة سميرة سأرفع رسالتك كاملة إلى معالي الوزير وأنا واثق باهتمامه بما جاء فيها.

معلومات أضافية

  • العــدد: 2
  • الزاوية: رقيب اليوم
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا