حتى لا تضيع.. جهودنا.. وسمعتنا!؟
بدأ موسم الحج - وكل عام والمسلمون بخير إن شاء الله - وبدأ معه داء الجشع والطمع والاستغلال يتحرك في النفوس الضعيفة من جماعة "يا الله العودة" فأخذ وزن الرغيف ينخفض وأخذت الأسعار ترتفع، وأصبح لزاما علينا – وهذه الحكومة تنفق الملايين من أجل إكرام وفود بيت الله وتوفير سبل الراحة لهم – أن تضع الجهات المسئولة عن الحج والحجاج حدا لهذا الجنون قبل أن يستفحل ويرجع الحجاج إلى بلادهم يحملون في نفوسهم أسوأ الذكريات عن الأسعار في هذه البلاد!!
لقد كتب لي أكثر من صديق ينوي الحج هذا العام يسألني عن الأسعار.. أسعار الحبوب والبقول والخضروات والفواكه الطازجة والمعلبة فبماذا يمكن أن أعلل هذا؟؟ إنه تعليل واحد لا غير.. إنه الأثر "الطيب" والذكر "الحسن" الذي يخلفه أولئك المستغلون من أنصار "يا الله العودة" في كل عام.
وهذه الزكايب والحقائب الكبيرة والأكياس والصناديق الخشبية التي يصحب كل حاج معه عددا وفيرا منها وتمتلئ ساحات الجمارك بها ثم تنوء بحملها هذه السيارات الضخمة فتميل بركابها يمينا وشمالا حتى لتكاد تنقلب – ما هو التعليل الصحيح لها؟!
إنه في رأيي الخوف من الأسعار التي يتحدث عنها الحجاج كل عام فيستعدون بزاد الرحلة كاملا إلا ما ندر مما يضطرون إليه ويظل المواطن وحده هو الذي يتجرع كأس المستغلين أنهم "وسموا" من الحجاج مع أنهم "وسموا" من المواطنين أكثر.
إن تحديد الأسعار للمواد الغذائية إن لم يكن جائزا في أي وقت فإنه في نظري واجب في موسم الحج فإن له منافع جمة منها الحد من الجشع والرحمة بالمواطنين والحجاج وصيانة لسمعة البلاد وأهلها من تهمة "التشليح" والاستغلال وأخيرا اختفاء هذه الزكائب والحقائب مستقبلا إذا اطمأن الحجاج إلى أن قوتهم لن يكلفهم أكثر من المعتاد إلا بقليل لا يساوي هذا العناء في حمل ما يحملون.
إن على أمانة العاصمة ألا تسمح للفرانة بتكرار مأساة كل عام من خفض وزن الرغيف إلى دون النصف أو رفع قيمته إلى الضعف لأن هذا العمل موضع نقد شديد وأن عليها أن تبدأ من الآن في دراسة الأمر والتحذير والإنذار، وما يقال عن الخبز يقال عن الشربات والمرطبات والثلج واللحم والخضروات والفواكه والمطاعم.
وإلا فإن كل عمل نؤديه من أجل راحة الحجاج وكل خدمة نقدمها في سبيل رفاهيتهم تتضاءل أمام هذه الصورة التي يعودون فيها إلى بلادهم عن أخلاقنا التجارية وأسلوبنا في معاملة الحجاج.
فهل يتعاون الشعب مع الحكومة على إعطاء الصورة الحسنة والذكرى الجميلة؟!
أرجو..
معلومات أضافية
- العــدد: 706
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر: 23/11/1380ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.