من المسئول.. الحاج أم المطوف؟!
بين يدي الآن رسالة من الحاج يوسف سعيد من الجمهورية العربية المتحدة الإقليم الجنوبي يعقب فيها على ما نشر بالندوة عن محجر الطور والمطالبة بإلغائه ما دام لم يظهر بموسم الحج وباء.
يعقب على ذلك فيقول: "بلادكم المقدسة محفوظة بعناية الله من الأوبئة ولكنها كعبة القصاد من جميع الأقطار الإسلامية وقد يكون في بعضها مرض فينقله الحاد بغير قصد. زد على ذلك أن الرقابة على منازل الحجاج معدومة فتكتظ الحجرات بالحجاج حتى لا يجد الحاج مكانا ينقلب فيه من الجنب إلى الجنب وهو نائم بل يجلس ويدور حول نفسه كذلك محال وضع المياه في تلك المنازل معرضة للتلوث إلخ، ويقترح أن توضع رقابة على المنازل أو لائحة تمنع سكنى الحاج في الأماكن الجائز تلوث مياهها.
ومع تقديري للملاحظتين الواردتين في رسالة الحاج عن جواز نقل المرض من الخارج وأوضاع سكنى الحجاج أود أن أعقب عليهما بما يأتي:
أولاً: إن جواز نقل المرض من بلد إلى بلد بواسطة السياح أمر لا جدال فيه وهو غير محظور وكل البلاد - وخاصة الصالحة للاستشفاء - تستقبل عشرات المرضى سنويا وليست هي بلادنا وحدها المسموح فيها باستقبال المرضى.
أما المحظور والممنوع في كل بلد ومنها بلادنا المقدسة هو استقبال المرضى بأمراض وبائية أو كورنتينية وهذه الأمراض لا تخفى وسرعان ما تنتشر وتظهر منها بعض الحالات، وقد قلنا في كلمتنا السابقة أنه إذا ظهر في موسم الحج أمراض وبائية أو كورنتينية وجب الحجر بل وجب على كل دولة أن تحمى رعاياها المقيمين في بلادها من عدوى رعاياها القادمين من مكان موبوء. وهو عمل مشروع ومعمول به في كل مكان، ولكن الذي نستنكره هو حجز القادمين من بلاد غير موبوءة هذا بالإضافة إلى عدم كفاية المحجر لجميع المسافرين وقد عادت طائرات إلى جدة بركابها.
وثانيا: عن مساكن الحجاج وكيف لا يجد الحاج مكانا يتقلب فيه من الجنب إلى الجنب وهو نائم فإن مبعث هذا شدة مساومة الحجاج للمطوفين على أجرة السكن، الأجر الذي يضطر المطوفين إلى هذا الإجراء.
فهل يدري سيدي الحاج المفضال أن أكثر الحجاج لا يدفع أكثر من جنيهين اثنين لسكناه في مكة ومنى وعرفات مدة تزيد على شهر مع الماء والنور؟!
وهل يمكن توفير مسكن صحي نظيف المياه متسع الأرجاء بمثل هذا الأجر في أى بلد من بلاد الله؟!
إن تحقيق اقتراح الحاج يتوقف على تحديد أجر السكن لكل حاج وحينئذ يمكن مطالبة المطوف بالمسكن الصحي النظيف المياه.
وللحاج يوسف سعيد تحيتي وشكري.
معلومات أضافية
- العــدد: 734
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر: 29/12/1380ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.