القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 176 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 29 يناير 2013 20:21

العقيدة والمبدأ

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

قال محدثي: إن فلانا قد انحرف..

قلت: وهل ينحرف أصحاب المبادئ وذوو العقائد؟!

قال: نعم إن المادة كفيلة بزحزحة الجبال عن مواقعها فكيف لا تريدها تزحزح أصحاب المبادئ عن مبادئهم؟!

قلت: هذا بالنسبة للجبال صحيح.. ولكني لا أتصور صاحب مبدأ ومعتنق عقيدة يكون للمال عليه سلطان وأنا لا أصدق هذا الذي تقوله عن فلان فقد عرفته نظيفا، والنظيف يأبى أن يقترب من القذارة، وخبرته صاحب مبدأ وزحزحة الجبل أيسر من زحزحة صاحب المبدأ عن مبدأه، وعرفته روحيا وللروحية قوة خارقة لطرد المادة من حيث أتت.

قال: صدق أو لا تصدق فهذا ما سمعته.

قلت: إنها دسيسة يلجأ إليها ضعاف النفوس ومبغضو النظافة، وكارهو النزاهة، والحاقدون على المثل العليا.

إن للنشأة - يا صديقي - أثرا بالغاً في تكوين شخصية المرء وتكييف مستقبله فالذي ينشأ في بيت الطهر ويعايش قرناء الخير، ويلقن مبادئ الفضيلة ويتأدب بتأدب الإسلام لا يمكن أن ينحرف عن طريق النزاهة والنظافة والعفة مهما يستعمل لذلك من وسائل الإغراء والإضلال.

إن صاحب المبدأ والعقيدة يجد اللذة أعظم اللذة.. بل اللذة التي لا تعدلها لذة عندما يقف صامدا في وجه العواصف والتيارات التي تريد أن تجرفه عن مبادئه أو تشككه في عقيدته.

إن المتعة التي يعيش فيها وقد خرج من المحنة تنزل بمبدأه والإغراء يعمل على صرفه من عقيدته خرج من هذا منتصرا وقد شاهد بعيني رأسه كيف يتهاوى الآخرون من الإمعات الذين لا مبدأ لهم ولا عقيدة صرعى الإغواء وضحايا الإغراء.. تلك المتعة تساوي عنده الدنيا وما فيها.

لا تصدق - يا صديقي - ما قيل لك عن فلان فإنها إشاعة قصد منها التشكيك في أمانته وإخلاصه بدافع من الحقد والحسد وتأكد أن مثل هذه الإشاعة إنما هي كالفقاقيع سرعان ما تتلاشى، أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ولن يتخلى الله عن المتقين من عباده الصالحين.

معلومات أضافية

  • العــدد: 873
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر: 13/6/1381ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا