القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 85 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 29 يناير 2013 21:17

اليمن ومؤتمر القمة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

هل ينجح العرب في توحيد صفهم وجمع كلمتهم وهذا الجرح العميق الذي ظل وما زال خلال أكثر من أربع سنوات في جنب الأمة العربية ينزف دما وموتا ودمارا وحرقا وخرابا؟!!

إنني لا أتصور أن الله يرضى عن العرب وينصرهم على عدوهم وهم يغمضون أعينهم على هذا الظلم الفادح متجاهلين أفدح مأساة تحل بقطر من أقطارهم وتنزل لشعب من شعوبهم دون ارتكاب ذنب ثم لا يحركون ساكنا ولو بالقول فقط وذلك أضعف الإيمان.

يقول عليه الصلاة والسلام: إذا عجزت أمتي أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منها.. أو كما قال، فهل استبهم الحق في قضية اليمن فلم تستطع دولة من الدول العربية – غير العربية السعودية طبعا – أن تستبينه لتتولى نصر أخويها الظالم والمظلوم .. الظالم يرده عن ظلمه .. والمظلوم يرفع الظلم عنه؟!

كيف يريد العرب من الأمم المتحدة أن تنصفهم من عدوان إسرائيل وهم أنفسهم لم ينصفوا شعب اليمن ممن اعتدى عليهم من العرب اعتداءات تتضاءل أمامها اعتداءات إسرائيل؟!

لقد طالب الحكام العرب لجميع الشعوب المستعمرة بحق تقرير المصير فلماذا يسكتون عن المطالبة لشعب اليمن بنفس هذا الحق الذي طالبوا به وما زالوا يطالبون به لفيتنام والكونغو؟

ألا يخشون أن يسلط الله عليهم من هو أشد بأسا انتقاما للشعب اليمني ويتساوى النقمة حينئذ من اعتدى ومن سكت على العدوان..

إن نجاح مؤتمر القمة أو بتعبير آخر نجاح فكرة توحيد صف العرب وجمع كلمتهم يتوقف على إشاعة الثقة بين زعماء العرب.. الثقة التي لا تساورها شكوك ولا تعتريها ريب الثقة التي شاعت في ظلمات الثورات والانقلابات والتدخلات..

فكيف يمكن استعادة هذه الثقة؟!

إن أول خطوة نحو إحلال الثقة بين الحكومات العربية هى إنهاء قضية اليمن على أية صورة من الصور، وأفضل صورة وأكرمها ترك اليمن لليمنيين ليقرروا مصيرهم بأنفسهم ويختاروا شكل الحكم المناسب لهم وليس لأي دولة من أي الدول حق الوصاية عليهم وليكن ذلك تحت إشراف لجنة عربية محايدة.

والخطوة الثانية الاتفاق عن عزم وتصميم على وقف المد الثوري عند حدوده الحالية أي حصر الثورية والاشتراكية والتحررية بمفهومها عند الثوريين في أقطارها المعروفة بها الآن وحظر تصديرها بالعنف المسلح للدول العربية الأخرى على أساس أنها مبادئ ومذاهب لا تزال تحت التجربة..

أما الخطوة الثالثة فإنها مناقشة الأخطاء الماضية التي نشأت عنها النكبة الأخيرة بصراحة ونية صادقة من الاستفادة من الأخطاء بعيدا عن المكابرة وبروح رياضية وعلى مبدأ الإعتراف بالخطأ فضيلة، والاتفاق عن عزم وتصميم أيضا على اجتناب الوقوع فيها مرة أخرى.

بعد هذه الخطوات الثلاث يمكن للعرب أن يوحدوا صفوفهم ويجمعوا كلمتهم بل وينظروا في كل قضاياهم لا قضية فلسطين فحسب وقبل هذه الخطوات وبدون اتخاذها لن تكون هناك أية جدوى من مؤتمر قمة عربي ولا جامعة عربية وسيظل العرب موضع سخرية العالم واستخفاف إسرائيل ونهب مساومات الدول الكبرى.

فهل يدرك الأقطاب العرب مدى خطورة الوضع والمصير المجهول الذي ينتظر قضايانا المصيرية كلها.

أين الجيش المصرى

عندما هاجمت إسرائيل الأراضي المصرية على خط الهدنة بعد وقف إطلاق النار أعلن في السودان أن القوات السودانية شاركت في صد الهجوم.

وعندما هاجمت مرة أخرى أعلن في الجزائر أن عددا من الجنود الجزائريين قد جرحوا في الاشتباكات.

فأين الجيش المصري من مقدمة الصفوف والدفاع عن الحدود؟ وإذا كان الجيش المصري لا يظهر في الدفاع على الأقل فما هي مهمته؟! وهل تحولت مهام الجيوش في الدول الثورية إلى حماية الحكام الثوريين فانتقل نصف الجيش المصري إلى اليمن لحماية الحكام هناك والنصف الآخر داخل الأراضي المصرية!

رضي الله عنك يا ابن الخطاب فقد تركت للحكام آثارا لو اقتدوا بها لما خسر المسلمون ولظلوا سادة العالم فقد أثرت إعجاب الزائر الغريب عندما وجدك نائما بالمسجد كأبسط واحد من رعاياك فأرسلها شهادة تدوي على مر القرون؛ "عدلت فأمنت فنمت".

فهلا عرض الحكام الثوريون أنفسهم على هذا المحك ليروا مدى رضي شعوبهم عن حكمهم بعيدا عن وسائل الدعاية التي تحيط أعمالهم بهالة من الأكاذيب والمبالغات الفارغة وكأن هذه الوسائل لم تنشأ إلا للتسبيح والتحميد باسمهم وترديد محاسن أعمالهم من جهة ومن جهة أخرى تزييف مشاعر الشعب (تصورها على غير حقيقتها) لتضليل الحكام أنفسهم عما يدور حولهم من سخط ونقمة).

معلومات أضافية

  • العــدد: 2585
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « لقد برح الخفاء الزراعة والطائف »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا