القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 110 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 17 فبراير 2013 20:17

أم القرى تعيش أروع أيامها الخالدة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

شهدت مكة المكرمة أمس أروع أيامها وأخلدها في تاريخها الحديث.. فمنذ عصر يوم أمس أخذت الجموع الغفيرة من مختلف أبناء المنطقة الغربية من جميع طرق أم القرى مكة المكرمة تتدفق إلى بستان الزاهر المكان الذي التقى فيه أبناء الشعب بأبي الشعب وقائده ورائد نهضته جلالة الملك فيصل المعظم. وما أزف وقت المغرب حتى كانت منطقة الزاهر غاصة بالألوف المؤلفة من الكتل البشرية. وفي تمام الساعة الواحدة من بعد المغرب شرف موكب جلالة الملك المعظم مكان الحفل بعد أن شق طريقه بكل صعوبة خلال تلك الجماهير الغفيرة المتراصة التي أتت من جميع مدن المنطقة الغربية وقراها وبواديها للالتقاء بقائدها المظفر وباني نهضتها الحديثة جلالة الملك فيصل.. وبعد أن عزفت الموسيقى السلام الملكي وأدت ثلة من حرس الشرف التحية لجلالته توجه جلالته إلى السرادق المعد، وبعد ذلك ابتدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم ثم تقدم سعادة الأستاذ عبد الله عريف أمين العاصمة إلى جلالة الملك المعظم وقدم إليه هدية أهالي مكة وهي المصحف الكريم الذي كتب وطبع وجلد بأيد مكية ثم ألقى الأستاذ صالح محمد جمال كلمة أهالي مكة المكرمة حيث عبر فيها لجلالته عن مدى فرحة وابتهاج أهالي البلاد المقدسة بهذا اللقاء السعيد، ثم تقدم الأستاذ عبد الله بن صديق وكيل أمانة العاصمة فألقى كلمة أشاد فيها بالنهضة الكبرى التي تحياها المملكة السعيدة بفضل الفيصل المعظم ثم تفضل جلالته فألقى كلمة سامية استجابة لرغبة أهالي مكة وفيما يلي نص لكلمة الملكية:

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني في هذه اللحظة الحبيبة على قلبي لحظة لقائي بكم واجتماعي وإياكم أن أعبر لكم عن تقديري العظيم وامتناني لا لأنكم أيها الأخوة تحتفلون بي لأن الاحتفال يمكن أن يجرى ويمكن أن يحتفل ولكن لما أشعر به منكم من أحاسيس المحبة والإخلاص النابعة من القلوب وليست مظاهر خلابة وغنما محبة الأخ لأخيه.

أيها الأخوة لست غريباً عنكم ولستم غرباء علىّ والله يشهد أنني كم أحس وأشعر تجاه هذا البلد المقدس وأهله من أحاسيس ومشاعر يرتضيها ديني وعقيدتي وإيماني بالله العلي العظيم ثم يرتضيها زمن قضيته بينكم كأخ ومواطن وخادم.

أيها الإخوان ولكنني من ناحيتي أعبر لكم عما يكنه ضميري تجاه إخوتي أبناء الشعب العربي السعودي من تجاوب في المشاعر والعواطف وإنني كما قلت سابقا لا أشعر بأنني فرد يختلف عن أي فرد من أفرادكم.

أيها الإخوان ولكنني من ناحية أخرى أشعر بثقل الحمل وعبء ما حملتموني وشرفتموني بثقتكم الغالية فإنني أشعر بثقلها على كتفي إذا لم أقم بواجبها وأتحمل مسئوليتها بإخلاص وأمانة.

أيها الأخوة إنه لمن تكرار القول أن أقول لكم أنني بحول الله وقوته سأسعى جل جهدي لأكون عند حسن ظنكم بي وأكون مستحقا لما أوليتموني من ثقة عالية ومن آمال بعيدة وواسعة ولكنه ليس في إمكاني أن أضمن من نفسي أو ممن يكون مسئولا إذا كان هناك أخطاء أو قصور أو تكاسل فإن العصمة لمحمد صلوات الله وسلامه عليه والكمال لله جل جلاله، ولكنني في نفس الوقت أعدكم وعدا جازما أن أبذل قصارى جهدي في أن أكون عند حسن ظنكم وأن أحقق لكم كل ما يمكنني تحقيقه من آمالكم والواسعة ومن رغباتكم العادلة وأشهد الله على ذلك إنه خير شهيد.

أيها الأخوة لقد تكرمتم فأهديتموني كتاب الله العظيم يهدي من هذا البلد الكريم الذي بعث من محمد صلوات الله وسلامه عليه وأسس فيه أول بيت وضع للناس وشع منه نور الحق وإني لأرجو الله مخلصا أن تكونوا أيها الأخوة وأنا منكم وممن يتبع هذا الكتاب يحل حلاله ويحرم حرامه ويتأدب بآدابه ويهتدي بهديه، وهذا هو أفضل خلق في الدنيا والآخرة.

أيها الأخوة: لقد شعرت من بعض الأخوة وبعض الأحاديث أنكم آخذون على أخيكم في نفوسكم حين رجوتكم أن تتجنبوا المظاهر الزائفة وأن تمتنعوا عن إقامة الزينات أو المهرجانات أو الحفلات التي ربما يقصد منها إظهار عاطفة الإخوان ومشاعرهم ولكنني أيها الإخوان حينما رجوتكم أن تتجنبوا هذه المظاهر إنما فعلت ذلك لسبب واحد وهو أنه ليس يخامرني شك فى عواطفكم ولا في محبتكم وإنني مقتنع ومؤمن بأنكم لم يخامركم شك في ولا في عواطفي وشعوري نحوكم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 4
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر: 5/8/1384ﻫ
  • الصحيفة: البلاد

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا