كلمة أهالي مكة التي ألقاها سعادة رئيس المجلس البلدي بمكة الشيخ صالح محمد جمال في حفل أهالي العاصمة المقدسة أمس:

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله تبارك وتعالي وأصلي وأسلم على نبيه الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

سيدي جلالة الملك المعظم

لقد شرفني زملائي أعضاء المجلس البلدي بمكة وإخواني أهالي مكة المكرمة بانتدابي لإلقاء كلمتهم وحملوني أمانة التعبير عن مشاعرهم إزاء هذه الزيارة الكريمة لهذا البلد المقدس وإزجاء الشكر على تفضل جلالتكم بقبول دعوتهم إلي هذا الاجتماع ولا أقول الاحتفال فهو في حقيقة لقاء بين شعب ورائده، بين أب رحيم وأبناء بررة.. لقاء ترفرف فيه السعادة على الجميع.

سيدي جلالة الملك المعظم

لقد حاولت وانأ اكتب هذه الكلمة أن أتحسس مشاعر مواطني فما وجدت فيها غير الحب والولاء والإخلاص والتفاؤل.

حب أستمد وجوده من عمل وأمل، عمل في الماضي يستحق أجمل الحب وأمل في مستقبل تشير البوادر إلي انه خير كل الخير.

وولاء وإخلاص، لا يشوبهما رياء ولا خديعة، غرسهما والدكم العظيم جلالة الملك عبد العزيز أسكنه الله فسيح جناته وقد أذن الله أن يضع على عاتقكم رعاية هذه الغرسة بمزيد من العدل والعطف والأبوة الحانية.

وتفاؤل بمستقبل مشرق فما عرف الناس فيصل إلا حصيف الرأي ثاقب الفكر بعيد النظر وما أجدر من كانت له هذه الصفات أن يكون مصدراً لأحسن فأل وأعذب أمل.

سيدي جلالة الملك المعظم

ذلك ما أحسست وحاولت التعبير عنه بهذه الكلمات الموجزة التي أشعر بعجزها عن تصوير تلك الأحاسيس والمشاعر ولكنني واثق كل الثقة من نفاذها إلي القلب لأن ما يصدر من القلب ينفذ إلي القلب.

فالحب والولاء والإخلاص والتفاؤل تعد من خير الركائز التي يمكن أن تقوم عليها العلاقة بين حاكم ومحكوم.

وتحضرني بهذه المناسبة عبارة تروي عن الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- يقول فيها: لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان.

وإني لأنتهز هذه الفرصة فأتجه إلي الله ومعي هذه الوجوه المستبشرة أن يأخذ بناصية جلالتكم إلي الخير وأن يجعلكم من عباده الذين أثنى عليهم فقال: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعرف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.