القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 145 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 19 مارس 2013 16:10

شهر عظيم

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا أجد ما استهل به يومياتي هذا الأسبوع خيراً من هذا الكلام الطيب عن هذا الشهر العظيم، شهر رمضان.

عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يوم من شعبان فقال: «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، فهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه في رزق المؤمن، من فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة».

خبر استوقفني:

خبر وقفت عنده كثيراً، وتساءلت لماذا كل هذا؟

يقول الخبر أن لجنة صحية تدرس تدفئة مستشفيات منى وعرفات لأن موسم الحج القادم سيكون في فصل بارد – هكذا قال الخبر فقمت إلى أوراق التقويم أفتشها فوجدت أن موسم الحج – أو أيام الحج على الأصح – في منى وعرفات تقع في منتصف شهر الحمل، وشهر الحمل من فصول الربيع، والربيع عندنا بالذات يكاد يكون صيفاً!!

ثم سألت نفسي مرة أخرى هل فرغنا من تدفئة مستشفيات مكة حتى ننتقل إلى مستشفيات منى وعرفات؟!

وأيها أحق بالتدفئة؟! مستشفيات مكة العاملة في الشتاء القارص فعلاً؟ أم مستشفيات منى وعرفات التي تستعمل أياماً معدودة في الربيع؟!..

وسألت نفسي مرة ثالثة؟: لماذا نسرف في تدليل الحجاج ولا أقول في إكرامهم لأن الإسراف في الإكرام ربما كان مقبولاً؟!

لماذا نهئ للتائهين منهم عن منازل مطوفيهم، موائد شهية، وأطعمة زكية، وظل ظليل لا يجدونه في مساكنهم لو لم يكونوا تائهين، وكأنما نحن نغريهم بالضياع ليجدوا عيشاً أكرم، ومأوى أنعم؟!

ولماذا نريد الآن أن نهئ للمرضى منهم – وكلنا يعرف من هم المرضى أيام الحج الذين تغص بهم المستشفيات – نهئ لهم مستشفيات دافئة مع أحسن الطعام وألذ الشراب فنشجعهم على التعارض فراراً من خيام مطوفيهم الباردة ضماناً للدفء في وقت بخلوا هم على أنفسهم فلم يكلفوا مطوفيهم باستئجار مسكن طيب يقيهم شر البرد والحر.

ألا يكفي أن نهيئ لهم الطبيب والعلاج والمستشفي العادي مجاناً وذلك في منتهي الكرم الذي لا يمكن أن يجده الواحد منا لو عضه الدهر أو ألم به بلاء في أي بلد من بلاد الله الواسعة؟!

أليس مع كل جنس من الحجاج بعثة طبية تعلن عن وجودها بمختلف الصور وتؤكد لمن يراها أنها إنما جاءت لخدمة حجاجها وتأمين سلامتهم لأننا لم نقم بالواجب فجاءوا لمساعدتنا؟!

لماذا لا يهيئون هذا المستوى من الاستشفاء لبنى جلدتهم بدلاً من هذه الدور الفخمة في مكة ومنى التي يستأجرونها لسكنى أفراد البعثة، وهذه السيارات الإسعافية التي تجوب الشوارع لتثبت أنها هي المعتنية بحجاجها لا نحن.

وأخيراً..

لماذا لا نصرف أفكارنا وجهودنا بل نقصرها على تحسين أحوال الخدمة الصحية للمواطنين ونوجه صرف كل ما يصرف إلي زيادة عدد الأطباء واستقدام الاختصاصيين بدلاً من الشكوى الدائمة التي كللنا منها فلم نعد تحاول اللت والعجن فيها؟!..

كل هذه الأسئلة تراقصت أمام عيني ولم أستطع أن أرد عليها فرأيت أن أضعها تحت نظر المسئولين في وزارة الصحة فهم بلا شك يعرفون الجواب..

المتسولون:

استجابت وزارة العمل والشئون الاجتماعية مشكورة مأجورة لما سبق أن كتبناه وغيرنا عن التسول والمتسولين وما يسببونه من ضيق وحرج وأذى فنظمت لذلك حملة موفقة تصون كرامة المحتاجين فعلاً وتحمى سمعة البلاد من عبث المحترفين.

وبهذه المناسبة نود أن نسترعى انتباه المسئولين عن إنجاح هذه الحملة إلى صحن المطاف بالمسجد الحرام وأبواب المسجد وأطرافه فإنها تغص دائماً بالمتسولين وأشباه المتسولين وذوى العاهات ونرجو أن تشملهم هذه الحملة فيحقق للمعوزين منهم عيشاً كريماً وحياة طيبة ويجازى المحترفون ومن استمرأوا هذا المورد السهل من موارد الاكتناز واللم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 69
  • الزاوية: اكثر من فكرة
  • تاريخ النشر: 2/9/1384ﻫ
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « مكاتب العمل في طريق الهاوية.! »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا