عندما نمسك القلم لنفند ما تذيعه أبواق الدعاية الناصرية من افتراءات وأكاذيب لم تخطر على بال مسيلمة الكذاب لا نقصد بذلك الرد على تلك الأبواق لأنها لم تعد في حاجة إلى رد ولكننا نرمي إلى لفت نظر المخدوعين بالتضليلات والأحلام والأماني التي تنشرها تلك الأبواق في كل قطر عربي توهم بها جماعة طيب الذكر السيد (أشعب» أن الناصرية كنز بل إكسير يحول الفقير إلى غني والمرض إلى صحة والجوع إلى شبع دون أي عناء.

نريد أن نلفت نظر أولئك المخدوعين إلى أن كل ما يسمعونه أو يقرأونه إنما هو من نفس العينات التي تقول:

1- «الملك سعود يطرد الفلسطينيين من البلاد» تقول هذا بكل وقاحة وجرأة في الوقت الذي لا يمضي أسبوع دون أن تصل باخرة قادمة من السويس تحمل مئات الفلسطينيين القادمين لا للحج ولكن للتعيش والعمل أيضاً.

2- «السعودية في عزلة واعتذرت عن عقد مجلس الجامعة لئلا يطلع أعضاء الجامعة على الأحوال السيئة فيها».

هذا ما تقوله تلك الأبواق دون حياء أو خجل في الوقت الذي كانت ولا تزال جميع أبواب المملكة مفتوحة لوفود بيت الله من كل لون وجنس دون قيد أو شرط.

3- «في السعودية اعتقالات وإعدام».

ولأن هذه الأبواق تعرف سلفاً أن هذا الكلام مختلق ترويه عن صحيفة لبنانية اتخذت من صفحاتها وسيلة لإرضاء من يدفع أكثر تجري وراء كل ناعق ولا يهمها أن تمدح غدا من شجبته اليوم وبالعكس إذا اقتضت مصلحتها.

إن موسم الحج هذا سيفضح كثيراً من الأكاذيب والافتراءات والاختلاقات أمام هذه الجموع الحاشدة من إخواننا العرب والمسلمين الذين طالما ضللتهم تلك الأبواق بما تفتريه وتختلقه.

فلنحاول أن نطلع الحجاج - كل الحجاج - على ما يجري في بلادنا وخاصة إخواننا أبناء مصر الشقيقة الذين أشبعتهم تلك الأبواق من صنوف الدعاية المفضلة والحقائق المزيفة، والصور المختلفة.

لنظهر لهم على حقيقتنا، فليس بيننا وبينهم خلاف، ولنحاول عدم إحراجهم وإحسان معاملتهم بل والغض عن هفوات بعضهم فقد يكون بينهم من اندس لتعكير الجو وإحداث الفتنة وإثارة الضغائن ولنعتبرهم جميعاً ضيوفاً من حقهم الإكرام والتجاوز... والله الموفق