القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 176 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 00:07

رحمك الله.. يا بهاء الدين

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

  عرفت أسم الشيخ بهاء الدين خاشقجي – تغمده الله برحماته- في عام 1361 ﻫ في أول رحلة لي إلي زيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله برفقة الشيخ عبد السلام كامل- أسبغ الله عليه رحماته- وذلك بالنزول في فندق بهاء الدين بالمدينة كأشهر فندق يومذاك بالمدينة المنورة ثم عرفته شخصياً بعد ذلك عندما زاملته في الهيئة العليا للطوائف بوزارة الحج حيث كان يمثل الأدلاء بالمدينة المنورة وأنا أمثل مطوفي العرب في تلك الهيئة وظللنا زملاء أكثر من عشر سنوات كان وفاؤه لإخوانه من الأدلاء يدفعه للحضور من المدينة إلي مكة المكرمة لحضور جلسات الهيئة عن رضا وارتياح رغم بعد الشقة وقبل إنشاء طريق المدينة السريع ولم يتخلف عن الحضور إلا بعد أن داهمه المرض وأصبح كثير السفر للعلاج فقدم – يرحمه الله- استقالته ولا زال مكانه شاغراً حتى الآن حيث لم يجد الأدلاء من يخلفه عليه بنفس الروح ونفس الوفاء.

  أجل عرفته وعرفت فيه دماثة الخلق وسماحة المعاملة وحمل المودة للناس ثم عرفته بجهوده الخيرة في إنشاء الفنادق المتعددة بالمدينة المنورة في وقت كانت إنشاء الفنادق فيه نوع من المغامرة ثم نقل جهوده إلي مدينة جدة فانشأ فيها عدداً من الفنادق ثم طلب مني أكثر من مرة أن أبحث له عن أرض في موقع قريب من الحرم المكي ليشتريها ويقيم عليها فندقا ًلائقاً بالعاصمة المقدسة فلم أوفق فعاد واستأجر عددا ًمن العمارات الجاهزة وأنشأ فيها فنادق بهاء الدين وركز كل نشاطه في صناعة الفندقة فكان نصيبه النجاح والسمعة الطيبة والقناعة الإنسانية.

  ولا أدري إن كانت له فنادق في غير هذه المدن الثلاث.

كنت كلما زرت المسجد النبوي ألقاه ويلقاني بكل الود والأخوة وعندما سمع بمرضي أتصل بي في أمريكا يسأل عن صحتي وقبل أسبوع زار ابن لي المسجد النبوي فذهب لزيارته فقيل له أنه مريض في بريطانيا لأطمئن عليه وقبل أن أفعل فجعت بنعيه في الصحف صباح يوم الخميس الماضي فكانت صدمة لي أحسست فيها بالقصور والألم لفقد مثل هذا الرجل الحبيب إلي نفسي والمخلص المتفاني في خدمة بلده فصناعة الفندقة قبل أربعين سنة كانت نوعا ًمن الصناعات غير المأمونة وأعرف عددا ًمن الفنادق سرعان ما أفلست وأقفلت أبوابها ولكن الشيخ بهاء الدين رحمه الله صبر وصابر وكافح حتى أصبح علماً من أعلام صناعة الفندقة بالمملكة يعرفه كل زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة.

  لا أملك في هذا الموقف الحزين إلا أن أستمطر شابيب الرحمة والرضوان عليه وأتقدم بأحر العزاء إلي أولاده وأسرته ثم إلي أهل بلده ثم إلي نفسى فقد فقدت بفقده أخا ًكريما ًوصديقاً عزيزاً ومحباً حبيبا ً.. وإلي جنة الخلد إن شاء الله وبرحمته..

معلومات أضافية

  • العــدد: 22
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا