منذ أكثر من ثلاثين سنة حذرنا الذين يطالبون بتحرير المرأة ويحرضونها على المطالبة بما يدعونه حقوقا لها وهو افتئات على الطبيعة.. حذرناهم من أن هذا التشجيع مفسدة أي مفسدة وأن مطالب هذا النوع من النساء لن تقف عند حد وأن عليهم أن يتريثوا ويحسبوا للعواقب ومع ذلك ما كنا نتصور أن يأتي اليوم الذي نسمع أو نقرأ بأن امرأة عربية مسلمة سوف تقلع برقع الحياء وتنزع رداء الدين والخلق فتطالب بتعدد الأزواج – متجاهلة كل المحاذير الدينية والأخلاقية والاجتماعية التي نادت بها كل الشرائع وليس شريعة الإسلام وحدها.

أجل ما كنا نتصور أن يأتي يوم يظهر فيه من النساء من يخالفن شريعة الإسلام – المعروفة بالضرورة متجاهلات كتاب الإسلام الأول الذي يقول «ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله».

وعلى الرغم من كل ما قرأناه من قبل عن السيدة نوال السعداوي في كتاباتها لم نكن نتصور أن تبلغ بها الجرأة كي تعقد مؤتمرا لنساء العرب تطرح عليه هذه الموضوعات ليقررن المطالبة بتحقيقها وفي الوقت نفسه تعترف أن الذي قام بتمويل مؤتمرها هذا هو مجلسي الكنائس العالمي وبعض الجمعيات الإسلامية ليعقد في كينيا البلد المسيحي وتنعي على الهيئات العربية عدم المساهمة في تمويل مؤتمرها المتبني لهذه الأفكار الغريبة.

لقد التأم شمل بعض النساء وصاحبات الأفكار الضحلة في مؤتمرهن هذا الذي لن تخرج قراراته وتوصياته عن حدود جدرانه الأربعة بعد أن أصبح لدينا في كل بلادنا العربية من النساء الواعيات المدركات لمسئولياتهن العالمات بحق وحقيق بأمور دينهن ودنياهن اللواتي سيسخرن من هذه الأفكار الطائشة التي تدل على الفراغ والخواء وسنكتفي بأن نقول "الجنون فنون" «وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» وستذهب مثل هذه الصيحات المنكرة مع الريح وسيذهب المنادون بها إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.