1-     أولى هذه العجائب الفتوى التي نشرتها جريدة المسلمون في عددها (224) عن الشيخ عبد الله المشد رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر بأن العمل في سبيل كسب الرزق واجب وأن الاعتكاف سنة – وإلى هنا والفتوى سليمة – واذا تعارض الفرض والسنة وجب الأخذ بالفرض أولاً ثم السنة. أما السنة. أما السنة فتكون بالنسبة لكبار السن والعاجزين ومن حق أولى الأمر منع الاعتكاف للقادرين على العمل في حالة شدة احتياج الأمة لعمل القادرين.

وهو بهذا يريد أن يؤيد أو يجيز ما قيل بأن احدي الحكومات منعت الشباب من الاعتكاف في المساجد في شهر رمضان ولو أنه قال من حق أولى الامر منع الاعتكاف للقادرين على الجهاد في حالة شدة احتياج الأمة للجهاد لهان الأمر وكانت فتوى مقبولة أما منع القادر على العمل من الاعتكاف فلا نتصور ان لديه دليلاً على ذلك من كتاب الله أو سنة رسوله لأنه ليس كثيراً على القادر على العمل أن يعتكف عشرة أيام أو أقل أو أكثر في العام ليتفرغ لعبادة ربه ويتعرض لنفحاته وخاصة إذا كان مستغنياً عن العمل تلك الفترة البسيطة ولا تؤثر على معاشه أو رزقه. وكيف يستطيع ولي الأمر أن يمنع كل قادر على العمل من الاعتكاف بالمسجد ممن يريدون الاعتكاف؟! هل يشكل فريق عمل لدراسة أحوالهم وأوضاعهم؟! أو يكشف عليهم صحياً؟! أليس من المحتمل أن يكون البعض ظاهر القدرة والصحة ولكن عجزه أو مرضه خافيان؟! فهل يتفضل فضيلته بإفادتنا بدليله الشرعي على هذه الفتوى التي نراها قد انحرفت عن جادة الصواب.

2-     أما العجيبة الثانية فهي أيضاً الأخبار المنشورة بنفس العدد من الجريدة. نقلا عن لبنانيين مقيمين في السنغال عن توقعاتهم لما سيحصل لهم بعد الموريتانيين وصور من الفظائع والفجائع التي مارسها السنغاليون مع الموريتانيين.

أليس في نشر مثل هذه الأخبار على لسان اللبنانيين ما يدفع السنغاليين إلى معاقبة اللبنانيين الذين لم يمسوا حتى الآن بسوء؟! أليس هذا ما يثير الشعور السنغالي ضد اللبنانيين وهو الآن هادئ؟! ألم يكن ممكنا أن تروى تلك الفظائع والفجائع البشعة على لسان غير اللبنانيين؟! كلمة موجهة إلى الصحافة عموماً: فكروا في خلفيات الأخبار قبل نشرها لئلا تصبوا الزيت على النار وأنتم لا تعلمون.  

3-     ونأتي إلى العجيبة الثالثة وهي عما نقرؤه ونسمعه عن وجود خريجين من حملة المؤهلات الجامعية يبحثون عن وظائف وأعمال فلا يجدونها.. وفي الوقت نفسه نقرأ ونسمع عن آخرين يعملون هنا و هناك ويقبضون هنا وهناك من جميع المستويات أطباء ودكاترة وأساتذة ومدرسين وغيرهم وكأن البلاد قد غصت فلا يوجد من يسد هذا الفراغ ويظل عدد محدود من المحظوظين يتربع على الوظيفة هنا وهناك ولا يترك مجالا لأحد أن يحل محله. وكما جرى إستصدار أمر بوجوب الإحالة إلى التقاعد بمجرد بلوغ السن القانونية وعدم التساهل في التمديد لإتاحة الفرصة للخريجين الجدد للعمل فإننا نتطلع إلى صدور أمر بعدم الجمع بين وظيفتين وعملين والإكتفاء بعمل واحد لإفساح المجال ليعمل هؤلاء الذين نتحدث عن تخرجهم ونتركهم يتسكعون في البحث عن وظائف وهم ما أحوج ما يكونون إلى العمل في مطلع شبابهم وحاجتهم إلى تكوين أسرة.

شكراً:

إثر كلمتي المنشورة هنا عن بلدية الطائف والمنتزهات تلقيت رسالتين كريمتين من سعادة أمير مدينة الطائف الأستاذ فهد بن معمر وسعادة الدكتور حسن حجرة رئيس بلدية الطائف ومما جاء في الرسالتين أن هناك لجنة عليا للتنشيط السياحي بالطائف وأن الإمارة والبلدية ناشطتان للعمل على تحقيق ما يصبو إليه المواطنون وأن بلدية الطائف سبق وأن طرحت بعض الحدائق الكبيرة للتأجير والاستثمار وستعيد ذلك قريباً.

فشكراً لسعادة أمير الطائف وسعادة رئيس بلديتها على اهتمامهما وتجاوبهما.