التأمين الإسلامي
الشركة الإسلامية العربية للتأمين لم أقرأ ولم أسمع عنها إلا في مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين العرب الذي عقد بالطائف مؤخراً.. ولعل ذلك يرجع إلى ضعف الوسائل الإعلامية عند الشركة – والشركة سعودية مشتركة – أنشأها سعوديان معروفان في مجال الخدمة الوطنية والاستثمار هما الشيخ صالح عبد الله كامل والشريف حسين محسن الحارثي بالاشتراك مع شريكين من دولة الإمارات العربية هما الشيخان سعيد وسلطان أحمد لوتاه.
والشركة هي تنفيذ وتجسيد للفتوى الشرعية الصادرة عن هيئة كبار العلماء بالمملكة بجواز التأمين التعاوني وعلى أساس الدعوة الإلهية، وتعاونوا على البر والتقوى، وعلى خطى السنة النبوية، المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وما تقرر في مؤتمرات إسلامية أخرى كالمؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي المنعقد بمكة عام 1976 وأسبوع الفقه الإسلامي ومهرجان ابن تيمية المنعقد في دمشق سنة 1961 م ومؤتمر علماء المسلمين المنعقد بالقاهرة سنة 1965 م والتي شجبت جميعها التأمين التجاري المعمول به الآن وأباحت التأمين التعاوني بجميع أنواعه.
وقد أصبح التأمين على الأموال سواء كانت تجارية في عرض البحار أو الأجواء أو البراري أو صناعية داخل المصانع والممتلكات أصبح ضرورة لابد منها ولا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لما تتعرض له الأموال من حرق أو غرق أو سطو.
والدليل على ذلك تكاثر شركات التأمين وانتشارها رغم الشبهات الدينية التي تثار حول أعمالها – بل وسيطرتها على الاقتصاد العالمي وتأثيرها عليه حتى أصبحت تتحكم وتملى الشروط التي تريدها والأقساط التي تحددها وخاصة عندما تلوح في الجو أية مخاطر ولو كانت وهمية أو مجرد حروب نفسية.
وقد أصبح التاجر المسلم في حيرة من أمره هل يؤمن على بضاعته ومصنعه وأمواله فيقع في الحرام؟ أو يترك ذلك فتتعرض أمواله لكارثة – فيخسر كل ما يملك ويندم ولات ساعة مندم غير أن فقهاء المسلمين في العصر الحديث قد وصفوا البديل ويسروه ولم يبق إلا إيجاد مؤسسات تأمين بالصيغة الإسلامية، والفقهاء في كل زمان يملكون الإرشاد والتوجيه أما التنفيذ فإنه في يد غيرهم ورأس المال – كما يقولون جبان – لا يضعه صاحبه إلا في طريق مأمون ومؤسسات التأمين الإسلامية صورة من صور المغامرة لا يقدم عليها إلا المخلصون لدينهم وأمتهم.
وقامت الشركة العربية الإسلامية للتأمين وباشرت أعمالها بتوفيق من الله منذ سنة 1399ﻫ وبنجاح غير متوقع كما يقول المؤسسون.
ومن يقرأ نظام الشركة والأسس التي تقوم عليها يجد أنها حلقة في سلسلة الاقتصاد الإسلامي وخطوة ثانية بعد البنوك الإسلامية التي أتاحت المسلمين الربح الحلال وطهرتهم من الفوائد الربوية التي يقول الله عنها «يمحق الله الربا ويربي الصدقات» وأنذر المتعاملين بها فقال "وأذنوا بحرب من الله".
والبنوك الإسلامية والتأمين الإسلامي صور من صور التكامل والتضامن فلنشجعها ولنمض في الطريق الصحيح.
وليجزي الله الرواد الذين فتحوا لنا الطريق وغامروا بأموالهم وجهودهم لتنقية اقتصاد المسلمين من كل الشبهات والمحرمات.. خير الجزاء.
وانتهزها فرصة لأحيي المواطن الصالح الشيخ صالح عبد الله كامل الذي اعتبره رائداً من رواد الاقتصاد الإسلامي – بعد سمو الأمير محمد الفيصل – بما يساهم فيه من شركات ومؤسسات أتاحت للفرد السعودي تنمية موارده بالمساهمة في الشركات والربح الحلال حماية له من إيداعها في البنوك للحصول على الفوائد الربوية وبما يساهم فيه أيضاً من أعمال البر والإحسان بسخاء نفتقده فيمن سبقوه إلى الغنى والثراء ثم خرجوا بأموالهم يأكلون ويتمتعون.
جزاه الله خيراً وأكثر من أمثاله.
معلومات أضافية
- العــدد: 97
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.