القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 161 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 11:51

دفاع عن الشباب - مهلاً.. أيها اللائمون

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

 

 

  نحي الزميل الأستاذ عبد العزيز ساب - في عدد مضى من هذه الجريدة - اللائمة على الشباب لنقص ثقافتهم الدينية، وأنا أخالف الزميل فيما ذهب إليه من توجيه اللوم إلى الشباب وحدهم، ويؤسفني أن أقول في صراحة أن المسئول الأول عن هذا النقص هو البيت أولا ثم المدرسة ثانياً، أما مسئولية الشاب نفسه فإنها تأتي في الدرجة الثالثة.. أما كيف كان ذلك - على حد تعبير الملك لبيدبا الفيلسوف - فإنني أبسطه فيما يلي: إن الثقافة الدينية تأتي نتيجة للتربية الدينية. والاهتمام بالتربية الدينية يكاد يكون مفقوداً في كثير من الأوساط. فالطفل والصبي إذا لم ينشأ على التدين منذ نعومة أظفاره ويروض على أداء الواجبات الدينية كالصلاة والصوم وقراءة القرآن فإنه إذا بلغ سن التكليف ثقل عليه أداء هذه الواجبات، واستصعبها، وتهاون في أدائها، إن لم يتركها. والصبي الذي يرى أبواه متهاونين في أداء تلك الواجبات من النادر جداً أن يكون مهتماً بها أو محافظاً عليها. والأب الذي لا يراقب أولاده - بنين وبنات - ويدربهم منذ سن التمييز على أداء الواجبات الدينية ويعاقبهم على تركها أب مقصر، ومسئول في الدرجة الأولى عن تربية أولاده الدينية. بل إن الأب الذي يرى أولاده يهربون من الصلاة أو يتهاونون في الصوم ويتوارون عن الأنظار إذا نودي للصلاة ثم يغمض عينيه على هذا القذى أب مجرم يستحق العقوبة قبل أولاده ويستهدف بذلك لسخط الله ويا بؤس من سخط الله عليه. فإذا نشأ الشاب منذ سن الصبا ورباه أبواه أو مربوه تربية دينية صحيحة شب على التدين، وحب التفقه في الدين والاستزادة من الثقافة الدينية ولن تجد شباباً متديناً تنقصه الثقافة الدينية، حتى الأمي دائم اللجوء إلى العلماء والفقهاء لاستفتائهم في أمور دينه. أما إذا نشأ منذ الحداثة على إهمال واجباته الدينية، إما أسوة بمن نشأ بينهم، أو نتيجة لإهمال في التربية والتوجيه فليس من العدل أن نلومه إذا شب جاهلاً للكثير من أمور دينه. فالذي لا يهتم بأداء الصلاة ولا يشعر بضرورة أدائها في أوقاتها مثلا ماذا يهمه من معرفة أوقات الصلاة وشروطها وأركانها ومفسداتها؟ وإذا كان غير حريص على أداء المفروضة ما حاجته إلى معرفة أحكام صلاة الكسوف والخسوف والاستسقاء مثلاً؟ والذي لا يصوم أو يصوم لا خوفاً من الله، وامتثالاً لأوامره، وشعوراً بالواجب ولكن لأنه مضطراً أن يصوم كسائر الأسرة هذا الصائم ما هو مدى حاجته إلى معرفته وقت بدء الصوم ومكروهاته ومستحباته، وأثر المعاصي على الصوم؟ والذي لا يحج إلا لأن الناس يحجون، لا طمعاً في مغفرة الله ورضوانه، أو رغبة في مثوبته وأجره، أو خشية من مقته وغضبه، ويشعر من أعماق نفسه أنه في حاجة شديدة إلى الإنابة والتوبة واللجوء إلى الله والاستعانة به في كل أمر من أموره ماذا يدفعه إلى معرفة أحكام الإحرام، ومحظوراته؛ وأحكام الحج ومفسداته، ومتى يبدأ الوقوف بعرفة ومتى ينتهي، ومتى النفر إلى مزدلفة، ومنى يجوز رمى الجمار؟ إذن فإذا كنا نريد شباباً فقهاء في الدين فإن علينا أن نوجد صبياناً وفتياناً أولاً متدينين، وإلا فإننا كمن يتطلب في الماء جذوة نار!! هذه مسئولية البيت. أما مسئولية المدرسة فإنها تقع على رأس هذه الكتب الدينية المقررة بمدارسنا الابتدائية التي يستعصى فهمها على كثير من المدرسين أنفسهم فضلاً عن طالب في سن الثامنة أو التاسعة لا يزال محدود المدارك محصور الذهن، الأمر الذي دفع أكثر الطلاب إلى حفظ المقررات الدينية حفظاً أصم، دون فهم أو إدراك لا رغبة في العلم؛ أما إذا جئت بعد الاختبار بمدة بسيطة فلن تلقى شيئاً في الحافظة ولا الذاكرة!! فإذا تعاون البيت والمدرسة على تربية الصبي تربية دينية صحيحة تخرج منها شباب متدين مثقف ثقافة دينية صحيحة أما أنه ألا يعنى البيت بالناحية الدينية منذ النشأة الأولى، ثم تأتي المدرسة بأسلوب منفر في تعليم الدين إذا هو نشأ ناقص الثقافة الدينية. فإذا كان الإباء يريدون أولاداً بررة صالحين؛ يسرون بهم في حياتهم ويدعون ويستغفرون لهم بعد مماتهم فإن عليهم أن يعتنوا بتربيتهم الدينية منذ الصبا... لا... بل منذ الطفولة، ويبصرونهم بآيات الله في الآفاق وفي أنفسهم وفضله عليهم ويغرسون فى نفوسهم حب الله والتلذذ بطاعته والخوف من عذابه ونقمته. وإذا كنا نريد جيلاً مثقفاً ثقافة دينية فإن من الميسور جداً إعادة النظر في مقررات الفقه بالمدارس الابتدائية والاقتباس منها لوضع مقررات جديدة على طراز جديد يتمشى مع أصول التربية وعلم النفس، وما ذلك على مديرية المعارف- وعلى رأسها سعادة الشيخ محمد بن مانع يساعده رجال من خيرة رجال التربية والتعليم- ببعيد.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
المزيد من مواضيع هذا القسم: للصائمين فقط »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا