أجل مات السفير الكريم والإنسان الجواد الذي ملأ الدنيا حديثاً عن كرمة وسخائه وإنسانيته في كل بلد مثل فيه دولته فلا يطأ السعودي أي سعودي- بلدا ًيكون فيه المرحوم الشيخ محمد الحمد الشبيلي سفيراً إلا ويلقي من الرعاية الخاصة والتفقد الكريم والإستضافة السخية وبذل الخدمات ما تطيب له نفسه ويلهج بالثناء لسانه وتظل صورة هذا الرجل لا تفارقه طيلة حياته يذكره بالخير دائماً ويتحدث عن مكارمه ودماثة خلقه.

  مات – رحمه الله – بعد أن خلف ذكراً حسنا ًوسيرة عطرة ومحامد جمة وعملاً صالحاً لا يسعنا إلا أن نسأل الله أن يكتب له حسن المثوبة وخير الجزاء.

  لقد لقيته في أول الثمانينات وهو سفير بالباكستان ثم لقيته مرة أخري أخيراً وهو سفير فى ماليزيا فلم يتغير كرمه وإنسانيته بل زادت تلك الخصال الحميدة رغم تقدمه في السن وظل يستقبل السعوديين ويودعهم ويستضيفهم في بيته ويتفقد أحوالهم بالفنادق بل يحاول التسديد عنهم.

  لم تفارقني صورته وأخلاقه بين الفترتين ولا بعدها حتى مرض مرضه الأخير وأنتقل إلي الرياض وظللت أسال عنه دائما لأطمئن على صحته وقبل أيام معدودة ذكرته عند الصديق الشيخ عبد الله بن سعيد وهو صديق له أيضاً فأكد لي أنه بخير ولكن المرض لم يتركه وفجأة قرأت نعيه بالصحف.

  رحم الله الشيخ محمد الحمد الشبيلي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر وإنا لله وإنا إليه راجعون.