مهلاً بني عمنا.. مهلاً موالينا
تذكرت وأنا أقرأ هجوم أخي الأستاذ السيد فؤاد حمدي على بهذه الصحيفة بعد عودتي من السفر قول الشاعر العربي.
تعيرني بالشيب وهو وقار ليتها عيرتني بما هو عار
وقد كان بودي أن أواصل الصمت الذي ألتزمته على كل ما كان يصلني مما يشيعه عني السيد فؤاد وقبل ذلك ما كنت أعانيه من العمل معه حفاظاً على صلة الرحم التي تربطني به لولا أنه هذه المرة أراده هجوما ًسافراً شوه فيه الحقائق وأصبح من واجبي أن أعيد للحقيقة وجهها الناصع.
من حق أخي الأستاذ فؤاد حمدي أن يعتب على ويوجه اللوم لي لأنني نسبت إلي نفسي كل نشاطات الغرفة وتطورها- كما بداله – وكنت مستعداً أن أعتذر وأصحح ذلك في كلمة تالية وأنشر كلمته قبل كل شيء حيث نشرت كلمتي وأنا بالطبع لم أقصد بكلمتي بالمجلة أني فعلت ذلك بمفردي فأنا وهو وكل القراء يعرفون أن للغرفة مجلس إدارة وجهاز وظيفي يعمل معي ويعاونني وكل ما قصدته هو أن هذه الإنجازات تمت في عهد رئاستي للغرفة ككشف حساب لا أقل ولا أكثر فمعذرة إن خانني التعبير فالفضل لله أولاً ثم لكل من ساعدني على تلك الإنجازات من أعضاء مجلس إدارة وموظفين.
إن السن والشيخوخة ليسا عيباً بل شهادة لي في الخبرة والتعامل مع الناس والإدارة وضبط النفس وعدم الانفعال فهل يعتبر السيد فؤاد نفسه من الشباب؟
لا أنكر على السيد فؤاد ما بذله من جهد في شراء الأرض التي أقيم عليها مبني الغرفة ولكن فكرة إنشاء المبني ليست لي ولا له كما يدعي بل هي أقدم فقد جئنا إلي الغرفة وهي تملك أرضاً بشعب على وكانت نية الرئيس السابق الأخ محمد أحمد بوقري بناء مقر للغرفة لولا أنها أزيلت في مشروعات التوسعة وقبضنا التعويض ورأيت أن نشتري أرضاً أخرى وعرض هو على الغرفة أرضاً عائدة لصديق له وبعد استشارة الشيخ عبد الله كعكي يرحمه الله الخبير في شئون العقار ونائب رئيس الغرفة وافق على الشراء ثم وافق مجلس الإدارة وجرى شراء الأرض بالإضافة إلي أن السيد فؤاد كان يومها أميناً عاما ًللغرفة وكانت هذه المتابعة من واجبة بعد أن كانت من واجباتي عندما كنت أميناً عاما ًقبله.
من المؤسف جداً أن يقول السيد فؤاد حمدي أن جميع أعضاء مجلس الإدارة لا يعلمون شيئاً عن المجلة كيف تتم طباعتها وعلي أي أساس مالي جري الارتباط على مصاريف الطباعة وكم يدفع للكتاب عن كلمتهم وأنه حينما سألني عن ذلك قامت الدنيا ولم تقعد إلخ.
أجل من المؤسف أن يقول السيد فؤاد هذا الكلام المخالف للحقائق المنافي للأمانة والصدق لأن للمجلة ميزانية محددة يقرها مجلس الإدارة في كل سنة ضمن ميزانية الغرفة ومن ضمن أعضاء المجلس السيد فؤاد وهي لا تتجاوز مبلغ ثلاثمائة ألف ريال سنوياً ومنذ أول عدد صدر منها قبل خمسة وعشرين سنة وهي تطبع بدار الثقافة للطباعة قبل أن أتسلم رئاسة الغرفة وفي الدورة التي قبل السابقة أو التي قبلها- لا أذكر بالضبط- طرحت طباعتها بالمنافسة فرسي العطاء على دار الثقافة بقرار من لجنة خاصة بالغرفة.
وعندما نكش السيد فؤاد موضوع طباعة المجلة - لأسباب لا أريد الآن ذكرها- لم تقم الدنيا- كما يقول- بل بادرت بطرحها مرة أخرى بالمنافسة ورست أيضاً بقرار من مجلس الإدارة على دار الثقافة للطباعة التي يطبع بها السيد فؤاد حمدي مطبوعاته وكتبه ودواوين شعره حتى الآن.
فمن هو الذي ينسي لكبر السن والشيخوخة؟! أنا أم هو..
إن ميزانية مجلة الغرفة هي أقل ميزانيات مجلات الغرف فليسأل هو ومن يشاء الغرف الأخرى ليعرف الحقيقة أو ليقرأ آخر عدد من مجلة غرفة أبها للشهر الماضي والتي توقفت بعده عن الصدور لأن ميزانيتها وصلت إلي مليون ريال وهي لا تزيد عن مجلة غرفة مكة في شيء.
أما قوله أن ما ينشر بمجلة الغرفة هو عبارة عن ورق مصقول وصور فوتوغرافية وأن الكتاب لم تتغير أسماؤهم فإن المجلة موجودة لدي جميع المنتسبين للغرفة وكل من يريد الاطلاع عليها..وفي صفحاتها الرد على هذا الكلام الجاني على الحقائق..وأخي السيد فؤاد يعرف قبل غيره أنني لا أتقاضي أي مكافأة أو راتب عن قيامي برئاسة تحرير المجلة أو أي كلمة أو مقالة أكتبها فيها منذ أن صدر أول عدد منها حتى الآن.
فهل بعث لي هو بمقال له أو لغيره أو فكرة أو كلمة ولم أنشرها؟! لا أظنه يجرأ على إدعاء ذلك لأنه لم يحصل ولعل أخي الأستاذ السيد فؤاد من أولئك الذي يقول عنهم الدكتور طه حسين: أنهم لا يعملون ولا يريدون للناس أن يعملوا.
أما ما يكتبه أخي أحمد محمد جمال في المجلة فهو مساعدة لي وهو فضل منه وهو كاتب مرغوب تستكتبه جميع الصحف ويعرف ذلك كل من له صلة بالثقافة والأدب وليس هذا لأنه أخي وإذا كانت بعض المقالات المنشورة بالمجلة سواء لأخي أحمد أو غيره لا تمت للاقتصاد بصلة- على حد تعبير السيد فؤاد- فذلك شأن جميع مجلات الغرف التي أظن السيد فؤاد لا يقرؤها وهي ضرورة للتنويع وتجنيب القارئ السآمة من المقالات الجافة المتخصصة..وهذا ما يعرفه كل العاملين في الصحافة عن علم ودراية.
نغمة الأمين العام وصلة الرحم التي تربطني به والتي يتخذ منها أخي السيد فؤاد وبطانته مجالاً للتشنيع علىّ فإنها تحسب لي لا على فأنا أولاً لم آت بالأمين العام من الشارع أو التقطه من بطالة بل بالرجاء والإلحاح في الرجاء ككسب للغرفة وقد دفعته للإستقالة من وزارة الخارجية بعد العمل بها عدة سنوات وقبلها بالخطوط السعودية وهذا بالإضافة إلي أنه يحمل مؤهلا ًعالياً فهو متخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ويحمل درجة البكالوريوس في الإدارة والعلوم السياسية وأنا رشحته فقط وعينه مجلس الإدارة وأول من زكاه السيد فؤاد حمدي وقد طلبه مني رجل أعمال كبير معروف بمكة ليعمل عنده براتب أزيد عن راتبه بالغرفة 50% فلم أوافق وهو يؤدي واجبه بأمانه وإخلاص وأخلاق عرفها عنه جميع المتعاملين مع الغرفة من أفراد وجهات رسمية وغرف سعودية.
نعم عندما أردنا الانتقال من الشقتين التي كانت تسكنها الغرفة اقترحت على مجلس الإدارة الاكتفاء بخمسة أدوار من عمارة الغرفة الجديدة وتأجير خمسة أدوار كإيراد للغرفة وشاركني الرأي بعض الأعضاء وعارض السيد فؤاد وأيدته الأغلبية فأخذت برأيها ونفذته كشأني دائماً.
إن ذنبي الوحيد عند أخي السيد فؤاد حمدي هو أنني دائماً أعارض التجاوز والتسيب ولكني لا أتمسك برأي بل أضع وجهة نظري بين يدي مجلس الإدارة- التي أراد القدر أن يكون معي فيها- والمجلس يناقش ويقرر وأنفذ رأي الأغلبية ولو كان مخالفاً لرأي لأن هذا نظام المجالس ولكن الأغلبية دائماً تقتنع بوجهة نظري وهذا ما دفعة إلي الاستقالة من مجلس إدارة الغرفة أولاً ثم من مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ثم من مجلس إدارة جمعية البر وقد حاولت مراراً أن استرضيه واثنيه دون جدوى.
وهو ذنب لا استطيع التوبة منه لأنه مبدأ وعقيدة وأعضاء مجالس الإدارة التي عملنا بها معاً من أكفأ الرجال وأعلم مني ومنه وخيرة أبناء مكة وليس من المعقول أن ينقادوا لي على خطأ ويضربون بأفكاره ومعارضاته عرض الحائط وهو على صواب معاً أثار حفيظته فكتب ما كتب متجنياً على الحقائق وعلي أنا.
أما نصيحته لي في آخر كلمته بالأنصاف وترك المجال له- وهذا هو سر الهجوم - فإنني أشكره ولكن هذا ليس بيدي فأنا لا استطيع التخلي عن خدمة بلدي وأهل بلدي في أي مجال ما دمت قادراً على العطاء وقد رأي بعينه كيف حصلت على أكبر عدد من الأصوات في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بمكة الأخيرة وهي ثقة من إخواني التجار والصناع أعتز بها وأقابلها بالشكر والتفاني.
وأخيراً أرجو من أخي السيد فؤاد ألا يضطرني إلي كشف أسرار هذا الهجوم لأن في الجعبة كثير والله المستعان.
معلومات أضافية
- العــدد: 62
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.