على هامش الحج (8)
إذا تحدث عن المطوفين بعض الكتاب خارج المملكة قد يكون لهم العذر وإن كان الجهل بالحقيقة لا يقوم عذرا ولكن المستنكر أن يتحدث كاتب من الداخل المفروض فيه أن يكون عارفا للحقائق مطلعا على الدقائق.
في صحيفة اللواء الإسلامي المصرية كتب الأستاذ عبد المنعم قنديل بعد أن أدى فريضة الحج يقول ضمن مقال مطول "نودي علينا – ويقصد بعد انتهاء وقفة عرفات – أن نستقل السيارات وكان المفروض أن تخصص لنا "6" ست سيارات نصفها للرجال ونصفها للنساء، ولم نكن نعلم ما دبره لنا المطوف – عفا الله عنه – فقد فوجئنا بثلاث سيارات فقط وسائق تركي لا يرد على أحد وتكدسنا في السيارات رجالا ونساء وأنا أكره الاختلاط بطبعي ولكن المطوف فرض علينا ما نكره، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإن كانت السيارات بدون مكيف.. إلخ.
في هذه العبارة القصيرة ثلاث تهم للمطوف البريء منها جميعا والذي تلقى على عاتقه كل نقيصة.
الأولى: إنه أتى بثلاث سيارات لا ست.
الثانية: إنه خلط بين الرجال والنساء.
والثالثة: إن السيارات بغير مكيف وسائقها تركي.
وزعم الكاتب – عفا الله عنه – أن هذا من تدبير المطوف والحقيقة التي يعرفها الجميع أن سيارات عرفات تنقل الحجاج على ردين أن المطوف لا يتسلم سيارات بعدد الحجاج ولكن نصف العدد ولا ذنب له في ذلك وأنه لا يوجد في الحج تفريق بين الرجال والنساء لأن كل حاج يتمسك بزوجته ونسائه ليكونوا بجواره كما أن السيارات المكيفة لها أجر يختلف عن أجر سيارات غير مكيفة ومن استأجر مكيفا أعطى سيارات مكيفة ومن استأجر غير مكيفة قدمت له سيارات غير مكيفة ولعل الأستاذ الكاتب ورفاقه استأجروا سيارات غير مكيفة – ولكل حجره أجرة كما يقولون.
ترى لو عرف الكاتب الحاج هذه الحقيقة هل سيكتب ويقول أن المطوف المتهم البريء هو الذي دبر له ولزملائه الحجاج هذه المتاعب وحمله مسئوليتها وكم يتحمل هذا المطوف المسكين ما يكبله له الحجاج من تهم وهو منها بريء؟؟
قد تستساغ مثل هذه التهم من حاج غريب لم يعرف الحقائق ولكنها تظل منكرة وغريبة إذا جاءت من واحد منا لم يحاول البحث عن الحقيقة فراح يلقي التهم على الأبرياء ويلصق بالمطوف كل نقيصة ولا يلتمس له عذرا من ظروف الحج وتصرفات بعض الحجاج وجهلهم أو تجاهلهم لما عليهم من حقوق وحدود ما لهم من واجبات.
ونقول في ختام هذه الكلمة للأستاذ عبدالمنعم قنديل أن المطوف لم يدبر لكم أمرا بل هذا هو النظام المتبع مع جميع الحجاج وهذه هي إمكانيات شركات النقل وربما لا تتسع طرقات المشاعر لمضاعفة عدد السيارات بحيث يصبح لكل حاج مقعد ونقل الحجاج دفعة واحدة لا دفعتين كما هو الحال ولأن عدد الحجاج يزداد عاما بعد عام وقد تضاعف عن الماضي أضعافا مضاعفة.
معلومات أضافية
- العــدد: 7119
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.