حقا إن في أعناقنا دينا للشقيق لبنان ليس وحدنا هنا في المملكة العربية السعودية ولكن في جميع منطقة الخليج العربي فطالما تفيأنا ظلال هذا البلد الجميل والمنتجع اللطيف هربا من حرارة الصيف وعناء العمل نسرح ونمرح في ربوعه وجباله نصعد إلى نبع الصفا ونبع الباروك ونهبط إلى شتورة وجارة الوادي "زحلة" الوادي نتلذذ بسماع خرير المياه في الجبال ونستمتع بمنظر البحر على الشاطئ نرتاح إلى الكرم الأخلاقي الذي كنا نلقاه من المواطن اللبناني الذي لا يلقانا إلا باسما ولا نسمع منه إلا كلمة "تكرم" حتى عشق الكثيرون منا لبنان عشقا لامس شغاف القلوب.

أكتب هذه الكلمة في أعقاب المقال الذي كتبه الأستاذ نصري سلهب في جريدة الشرق الأوسط الصادر بتاريخ 10/1/1988 ينادي فيه زعماء الخليج للهبوب لنصرة هذا البلد الذي أضاعه أبناؤه أو كادوا لا لشيء إلا لخلافات بين زعمائه فقط على الكراسي والمناصب دون أي اكتراث بما يتهاوى فيه هذا البلد وشعبه وتراثه وماضيه من مهاوي الضياع، وكلنا يذكر كيف ارتفع لبنان في سماء الانتعاش والتطور خلال السنوات الأخيرة قبل بدء هذه الحرب القذرة التي أكلت الأخضر واليابس وأصبحت على وشك أن تأكل هذا البلد الشقيق وتنتهي به إلى الفناء إن لم يتداركه الله بلطف من عنده وعلى يد جيرانه وأشقائه فقد بلغ السيل الزبي ولم يبق إلا مبادرة إخوانية كريمة تأسو الجراح وتوقظ الغافل وتدفع بقوة هذا الخطر الذي نعتقد أنه لن يقف عند لبنان وحدها فالعدو الذي يتربص بنا جميعا واحد فهو إن نجح اليوم في تدمير لبنان سوف يحاول تدمير بلد آخر بعده.

إننا نضم صوتنا إلى صوت الأستاذ سلهب ومعنا كل عربي يعترف بحق لبنان ويؤمن بوجوب إنقاذه إلى زعماء الخليج وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين ورمز الانقاذ ورائد العروبة للقيام بهذه المبادرة الكريمة ونسأل الله أن يأخذ بيدهم ويوفقهم لكل خير..