مشكلة التصعيد والنفره
· من المصاعب التي يعاني منها المطوفون في الماضي والمؤسسات في الحاضر والحجاج أنفسهم مشكلة التصعيد إلي عرفات والنفرة منها على ردين أي إعطاء كل مكتب خدمة سيارات مقاعد سيارات بعدد نصف حجاجه وعليه نقل الحجاج إلي المشاعر على ردين ولعل هذا يرجع إلي سببين أولهما أن تأمين مقاعد بعدد جميع الحجاج يقتضي تأمين سيارات ضعف سيارات النقل التي تسير الآن في طرق المشاعر الأمر الذي يخشي منه تعذر استيعاب هذه الطرق لكل هذه السيارات وبالتالي مزيد من متاعب المرور التي تعانيها أجهزة المرور في الوقت الحاضر.
وثانيهما أن تأمين عدد من السيارات بهذا العدد الهائل للعمل يومين أو ثلاثة في العام ثم وقوفها بقية أيام العام تحت الشمس والمطر وعدم التشغيل فيه إهدار لأموال طائلة يصبح معها العمل في نقل الحجاج عملاً لا يحقق ربحاً بل يحقق خسارة مؤكدة.
إن النقل على ردين من أكبر المشاكل التي يعاني منها الحجاج والمؤسسات على حد سواء فكل حاج يريد أن يقفز إلي السيارة في الرد الأول ويرفض الانتظار وهناك تقع المشكلة ويتكدس الحجاج بعضهم فوق بعض في السيارات ويرفضون الانتظار وخاصة عند النفرة من عرفات حيث يكونون جميعاً في إنتظار وصول السيارات فيهجمون عليها هجمة رجل واحد أو يخرجون إلي الطرق ليستقبلوها قبل وصولها وتدور المعارك بينهم ويفلح القوى في الركوب ويضيع الضعيف والشيخ الكبير والمرأة العجوز ويرفض الحجاج الانصياع لأي كلام.
وكثيراً ما يتيه سائقوا السيارات أثناء العودة إلي المخيمات في عرفات فلا يصلون إليها أو يصلون متأخرين فيقلق الحجاج ويهيجون على المكاتب وينحون باللائمة عليهم ويؤاخذونهم بما لا ذنب لهم فيه.
والإستمرار في نقل الحجاج على ردين أمر مزعج والتفكير في نقلهم على رد واحد أمر يحتاج إلي دراسة متأنية يجب أن توضع لها الحلول قبل تنفيذها.
وقد ظهرت في السنوات الأخيرة بادرة مشجعة على التفكير في النقل على رد واحد وهي أن بعض أجناس الحجاج أصبحوا يدفعون لشركات النقل أجراً مضاعفاً لنقلهم على رد واحد أي إعطائهم سيارات بمقاعد على عددهم تماماً فيصعدون في رد واحد وينفرون في رد واحد أيضاً ولا يعانون، ولا مكاتبهم تلك المعاناة التي تلقاها الحجاج المحمولين على ردين وقد نقلت شركات النقل هذا العام ثلث الحجاج المكلفة بنقلهم على رد واحد ومعني هذا أن الزيادة في عدد السيارات إذا تم نقل الجميع على رد سوف لا تزيد عن الثلث تنتهي معها كل المشاكل.
ولكي نخفف من ضغط عدد السيارات على الطريق وعرقلة المرور التي سوف تترتب من كثرة هذه السيارات إذا أخذنا بنظرية نقل الحجاج على رد واحد ينبغي تنظيم التصعيد إلي عرفات والنفرة منها ونفرة مني ونقترح لهذا التنظيم الوسائل التالية:-
1. من المعروف أن هناك تيسير في بعض المذاهب الفقهية في أداء المناسك ولا مانع من أن يكون للتصعيد والنفرة مواعيد مختلفة بالنسبة لمذاهب الحجاج الفقهية ومن المعروف أيضاً عندنا أن حجاج جنوب شرقي آسيا وهم أند ونسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند كانوا في الماضي يصعدون إلي عرفات من يوم السابع من ذي الحجة كما أنهم يمكثون في مني إلي ثالث أيام التشريق فلماذا لا نعيد سيرتهم الأولي من باب التنظيم والتخفيف.
2. يجري تصعيد حجاج جنوب شرقي آسيا إلي عرفات بعد عصر يوم السابع كما يجري أبقاؤهم فى مني إلي ثالث أيام التشريق تمشياً مع الآية الكريمة (ومن تأخر فلا إثم عليه) كما تحدد لترحيلهم من عرفات ساعات محددة ولا يزاحمهم على الطرق حجاج آخرون.
3. يجري التصعيد إلي مني لحجاج مؤسسة دول جنوب آسيا وهم حجاج باكستان والهند وافعانستان ومن يلحق بهم وحجاج أفريقيا غير العربية يوم الثامن من ذي الحجة حيث يصعدون منها إلي عرفات فجر التاسع وكذلك تحدد لهم ساعات محددة للنفرة من عرفات ومن مني ثاني أيام التشريق.
4. يجري تصعيد حجاج الدول العربية بعد الظهر من يوم الثامن ويحدد لنفرتهم من عرفة وقت محدد بحيث لا يزاحمهم آخرون من الحجاج على الطرق ومن مني كذلك.
5. يجري تصعيد حجاج البر وحجاج إيران إبتداء من بعد مغرب يوم الثامن إلي عرفات وتحدد لهم ساعات مخصوصة للنفرة من عرفات ومن مني أيضاً.
6. يؤخذ بأخف المذاهب في المبيت بمزدلفة لجميع الحجاج لضيقها وعدم استيعابها للمبيت والنوم كما يجري الآن وينظم سير الحجاج إليها ومنها على أساس لقط الجمار وصلاة المغرب والعشاء فقط ولا بأس من ترك السنة للضرورة والضرورات تبيح المحظورات كما تقول القاعدة الفقهية.
7. تأسيس شركة كبرى للنقل تضطلع بنقل ما يزيد عن مقاعد السيارات القائمة الآن على أساس رد واحد أو دمج الشركات القائمة في شركة واحدة مساهمة تساهم فيها مؤسسات الطوافة بحيث تكون لها الأولوية ويطرح باقي أسهمهما إن بقي شيء للمواطنين.
8. تضاعف أجرة إركاب الحجاج إلي المشاعر عما هي عليه الآن.
إن نقل الحجاج على ردين والمتبع في الوقت الحاضر لا يرتقي إلي مستوى الانجازات التي حققتها الدولة في خدمة الحجاج وتوفير وسائل الراحة لهم وطالما نشأت عن هذه العملية متاعب ومشاكل بين الحجاج بعضهم من بعض فحجاج الرد الأول إلي عرفات مثلاً يحتلوا المواقع في الخيام ويتوسعون فيها ويرفضون إدخال بقية الحجاج القادمين على الرد الثاني ويصبح المطوفون ومكاتب الخدمة في وضع سيء أمام الحجاج ونفس الوضع عند النفرة إلى مني بالإضافة إلي مشهد الصراع بينهم والتدافع لإقتحام السيارات بصورة مزرية وخاصة يوم عرفة وثالثة الأثافي عندما يتأخر عودة السيارات من الرد الأول في عرفات ويبقي الحجاج في قلق وحالة سخط وتذمر.
إننا نقترح تشكيل لجنة فرعية عن لجنة الحج العليا من وزارة الحج والمرور ومؤسسات الطوافة وشركات النقل لدراسة هذه المشكلة ووضع الحلول لها.
معلومات أضافية
- العــدد: 8401
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.