التسول في المسجد الحرام
ظاهرة عجيبة برزت هذا العام أكثر من ذي قبل وهى تكاثر المتسولين من ذوى العاهات والمعوقين داخل المسجد الحرام بشكل مزري يسيء إلى سمعة البلاد والدولة ولا أظن أن هذا العدد الذي شوهد هذا العام هو من أهل البلاد بل لا يعقل أنهم يعيشون بيننا ولا نراهم طوال العام فأين كانوا؟ ومن أين أتوا؟!
أغلب الظن أنهم قادمون من الخارج وربما كان فيهم متصنعون فليس صعباً أن يمسك أحدهم بعصا ويلف رجله بخرق أو يعصب عينه أو يزحف على بطنه وقصص أمثال هؤلاء كثيرة في الخارج وليس بعيداً أنهم علموا بالروح الإسلامي الإنساني الذي يشيع في الحرمين في هذه المناسبة الكريمة فشدوا الرحال إليها وتعودوا على ذلك سنوياً وتسامعوا فزاد عددهم وتكاثروا وسيتكاثرون.
وفي اعتقادي أن رجال مكافحة التسول يبذلون كل جهدهم مع المتسولين ولكن هؤلاء لا يظهرون التسول بل يمشون أو يجلسون يمرون أمام أعين الناس في انكسار وبؤس فلا يسع الناس إلا أن يعطوهم ولا يستطيع رجال مكافحة التسول القبض عليهم متلبسين بالتسول إلا نادراً.
إنهم يشقون صفوف المصلين، ويقتحمون أرجل الطائفين ويتعرضون للداخلين والخارجين بدون سؤال ولكنهم في جميع الأحوال يسيئون إلى سمعة البلاد ويوحون لكل غريب أن هذا العدد الكبير بيننا من المعوقين وأصحاب العاهات ولا نعمل لهم شيئاً من علاج أوضح.
قال لي طبيب أخصائي تجميل أنه عرض على أحد هؤلاء المتسولين مراجعته بالمستشفي لإزالة عاهته بالجراحة فلم يكن جوابه إلا عبارة «روح يا شيخ».
ولابد أن مثل هذه الظاهرة تتكرر في موسم الحج بصورة أفظع ولكننا لا نلاحظها بحكم تركنا المسجد الحرام للحجاج في ذلك الظرف لأنهم أولى به منا ولنوسع عليهم وليس من المعقول أن تصل إليهم أيدي رجال مكافحة التسول في ذلك الزحام الكبير فهم آمنون مطمئنون وقد يندس بينهم اللصوص الذين يستغلون خشوع الحجاج واطمئنانهم إلى أنهم داخل بيت الله وأمام الكعبة المشرفة.
إننا لا نملك اقتراحاً ندلى به في هذه القضية الشائكة ولكننا نرجو من وزارة العمل والشئون الاجتماعية الاستعانة بخبراء في مثل هذه الأمور لوضع حد لهذه الظاهرة، وإزالة هذه اللطخة الوافدة على بلاد تعيش بحمد الله في نعمة وخير وقبل أن تسرى هذه العدوى وتستفحل بين المقيمين في البلاد عندما يسمعون بالغنائم التي يعود بها هؤلاء القادمون من الخارج إلى بلادهم بحيث تغطى نفقات السفر وادخار الباقي.
الإسلام في النيجر
دهشت وأنا أقرأ تحقيقاً صحفياً بمجلة الوطن العربي التي تصدر في باريس يقول فيه رئيس الجمعية الإسلامية بالنيجر إلحاج عمر إسماعيل كلاماً خطيراً لا أدرى مدى صحته؟
هذا الكلام هو شكوى مرة من عدم اهتمام الدول الإسلامية والعربية ببلاد النيجر في أفريقيا على الرغم من أن المسلمين فيها 93% من السكان.. ويقول إن هذا مشروع مسجد قدمته للسفراء العرب منذ سبع سنوات.. ولم أتلق أي جواب وأن السفير الوحيد الذي زارني حتى الآن هو سفير الاتحاد السوفيتي وقدم لي دعوة وبعث لي بدعوات لم أقم بتلبيتها وإن الكنيسة المسيحية عرضت علينا مساعدات مادية ولكننا لم نقبل.
أجل إنه كلام خطير لا يصح السكوت عليه – إن لم يكن صحيحاً – من رابطة العالم الإسلامي والرئاسة العامة للبحوث والدعوة والإرشاد إذ لا أتصور ألا يكون لها نشاط إسلامي في بلاد النيجر وهى أحوج ما تكون إلى ذلك على ضوء ما جاء بالتحقيق من بقايا الوثنية وخطورة التبشير، وهل من المعقول أن يعرض مشروع بناء مسجد على السفراء العرب وتمضى سبع سنوات دون أن يحركوا ساكناً؟
أما إن كان هذا الكلام صحيحاً – وما أخاله كذلك – فإن الأمر سيكون أخطر وعلى رابطة العالم الإسلامي والرئاسة العامة للبحوث والدعوة تدارك الأمر.
معلومات أضافية
- العــدد: 9
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.