ولا تركنوا إلى الذين ظلموا
لا ندرى كيف ركن حزب الكتائب اللبناني وقائده بشير الجميل إلى إسرائيل أو على الأصح إلى بيجن - تلك العصابة اليهودية ذات التاريخ الطويل في الغدر ونقص العهد برئاسة الإرهابي الملطخة يديه بالدماء؟!
أجل لا ندرى كيف ركن وأمن جانب هذه العصابة بل تعاون معها على إبادة أشقاء له في الدم والأرض وأخوة له في العروبة وتدمير وطنه وحرقه وتشريد البقية الباقية من الأطفال والنساء والشيوخ بضراوة ووحشية؟!
كيف أمن هذا اللبناني الأصيل والذي يدعى الوطنية ويعتبر أن الفلسطينيين – وهم أخوة في العروبة والدم – أجانب يجب ترحيلهم من لبنان – والصهاينة شذاذ الأرض والذين لا يرعون في مؤمن إلا ولازمه أصدقاء يفتح لهم لبنان على مصراعيها ويستقبلهم بالأحضان والورد ويضع يده في أيديهم ليذبحوا أخوانه من اللبنانيين والفلسطينيين؟!
كيف استساغ هذا اللبناني أن يمجد الجهات التي تقف وراء هذه المذبحة والتي تدعم إسرائيل ضد شعب مظلوم مقهور أعزل إلا من الإيمان بحقه وقضيته؟
هل اطمأن بشير الجميل ونسى أطماع إسرائيل في مياه الليطاني وأراضى لبنان وتوهم أن إسرائيل جاءت لتخلصه من الفلسطينيين بدون ثمن.. وثمن باهظ؟!
وهل تصور بشير الجميل أنه بالقضاء على جيش التحرير الفلسطيني وتهجير الفلسطينيين من لبنان قد يخلو له الجو لينعم بصداقة إسرائيل ويعيشون في الثبات والنبات؟!
يبدو أنه لم يقرأ تاريخ الشعوب، ونتائج العدوان ولم يسمع صرخة الشاعر العربي:
ولابد للصبح أن ينجلي * ولابد للقيد أن ينكسر
أليس عجيباً أن يستنكر بعض يهود إسرائيل هذا العدوان الآثم على لبنان ويتظاهرون ضد بيجن وشارون في قلب إسرائيل بينما يصفق ويهلل بشير الجميل وجماعته لذلك اللبناني لحماً ودماً؟!
أليس غريباً أن يعلن بشير الجميل أنه لا يوافق على بقاء فلسطيني واحد في لبنان بينما يوافق على أن يعبث آلاف الصهاينة فساداً على أرض لبنان؟
أليس منكراً أن يعارض كرايسكي رئيس دولة النمسا وهو يهودي هذا العدوان ويستنكره ويتهم بيجن بالفاشستية ويحذر من غدر بيجن بينما يبارك بشير الجميل اللبناني الذي يشاهد يومياً آثار العدوان الإسرائيلي على بلده وإخوانه من قتل وحرق وتدمير؟!
أليس منكراً أيضاً أن تطلب جميع المنظمات الدولية انسحاب إسرائيل من لبنان ولا تطلب منظمة بشير الجميل (الكتائب) ذلك بل يساعدونها على تثبيت أقدامها في لبنان.
وهل يتصور بشير الجميل أن بيجن جاء إلى لبنان ليحررها له من الفلسطينيين ويسلمها له لقمة سائغة ليجلس على أريكتها قبل أن يملى عليه شروطه المهينة ويحقق أغراضه في مياه لبنان ويبنى مستعمراته على أرضها بحجة الحدود الآمنة؟!
والأنكى من ذلك كله كيف يمشى مسيحيو لبنان وقد عاشوا مع مسلميه قروناً طويلة تحت مظلة الأخوة والمحبة وامتزجت دماؤهم بترابه.. كيف يمشون وراء هذا القائد الذي يسوقهم إلى التهلكة ويضعهم تحت استعمار يهودي يرفضه أقل الشعوب حضارة وإحساساً بالكرامة.
أليس فيهم رجل رشيد؟!
وهل يحلم بشير الجميل أنه بتحالفه مع إسرائيل سوف يقضى على الشعب الفلسطيني ويذل مسلمي لبنان ويستعبدهم؟
إنه واهم فالشعوب دائماً هي التي تبقى والطغاة هم الذاهبون وإلا فأين هتلر؟ وأين موسوليني؟ وأين هولاكو؟ وأين بتروف؟
أنه سيذهب هو وكتائبه وسيبقى الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وستعود لبنان دوحة عربية يتفيأ ظلالها كل عربي كما كانت من قبل.
ليته لم يكن عربياً.. وليته هاجر مع المهاجرين إلى إسرائيل وجاء غازياً معها لكان الأمر هيناً ولم نر واحداً منا ومن نسل رجال كافحوا في سبيل تحرير لبنان من الاستعمار وضمه إلى قافلة العروبة.. نراه يدمر كل ما صنع الأجداد ويوقع لبنان المستقل تحت استعمار جديد ولا كأي استعمار.. استعمار لا يبقى ولا يذر.
إننا نوجه كل هذه التساؤلات إلى الشيخ بشير الجميل لعله يتذكر أو يخشى ويستيقظ من أحلام الوصول إلى رئاسة الجمهورية على ظهر الدبابات الإسرائيلية وعبر أسلحتها المدمرة وغاراتها السامة تقتل بها شعبه وجماعته.
إننا نعتقد أن الشعب اللبناني نفسه – مسلمين ومسيحيين – لن يغفروا له هذه الخطيئة وسيحاسبونه حساباً عسيراً إن لم يبادر إلى إصلاح خطته والعودة إلى طريق الصواب.
معلومات أضافية
- العــدد: 7108
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.