لقد طالع القراء معي تعقيب سعادة مدير المعارف العام على ما توجهت به إلى سعادته من رجاء حول الكتب المدرسية الابتدائية، وقد شكرت، وشكر معي القراء هذا الاهتمام البالغ من سعادته لشئون التعليم وحمدوا لسعادته تتبعه لما ينشر عن التعليم وتحدث إلى كثيرون عن إعجابهم بهذه الروح الطيبة التي لو استقبل بها جميع المسئولين ما يوجه إليهم من ملاحظات ونقدات لما بقي من شئوننا ما يشتكي منه.

وقد جاء في تعقيب سعادته نواحي لم أقصدها بما كتبت لذلك رأيت لزاماً علىّ أن أوضح ما غمض جلاء للحقيقة وإظهاراً للواقع فأقول:

1- لقد عنيت في مقالي السابق المقررات الابتدائية لأنها هي المؤلفات المحلية التي تطبع وتنشر لحساب السعوديين ولم أعن المقررات الثانوية لأنني أعرف أنها مؤلفات مصرية وليس لمعارفنا أية سلطة على مؤلفيها ولا ناشريها.

2- لولا أن أطلت حديثا لرجوت سعادة مدير المعارف أن يعمل على طبع جميع المقررات المدرسية لحساب مديرية المعارف وتوزيعها مجاناً على الطلاب والقضاء على هذا الاستغلال المكشوف.

3- والذي يؤيد ما ذهبت إليه في حديثي السابق من ارتفاع أسعار الكتب المدرسية الابتدائية ارتفاعاً غير معقول إلى درجة أنها تباع بعشرة أمثال تكاليفها هو أن أحداً من الناشرين أو المؤلفين أو أصحاب المكتبات لم يستطع التصدي لذلك بنفي أو تفنيد وقد كنت أرقب أن يفعل ذلك أحد منهم فأقدم له الدليل بالأرقام وأقيم عليه الحجة بلغة المطابع ولكن أحداً لم يفعل واعتصموا بالصمت.

4- إن كلمتي السابقة أغضبت كثيراً من المؤلفين والناشرين والموزعين، فارغوا وأزبدوا، وهددوا وتوعدوا وهكذا لم ترض كلمة الحق، من كان يجب أن يكونوا في مقدمة دعاة الحق وعلى رأس أنصاره وبدلاً من أن يعملوا على تحقيق مقترحاتي كما تفضل سعادة مدير المعارف العام فوعد بالنظر والتحقيق، أقول بدلاًَ من أن يعملوا على ذلك أخذوا يهاجمون المشروع ويعدون العدة لعرقلته والدعاية ضده.

5- وأخيرا فإني كبير الأمل في أن يتفضل سعادة مدير المعارف العام بالعمل على إزالة أسباب هذه الشكوى بالوسائل التي يراها سعادته بفكره الثاقب وعقله الكبير للعلم والتعليم ولكنه مطلب غير معقول وحسب مديرية المعارف مساعداتها لفقراء التلاميذ ويتماهم، وحبذا لو أن مديرية المعارف تقوم بطبع جميع المقررات المدرسية لحسابها ثم تقوم بتوزيعها على الطلاب بالثمن وفق التكاليف.

وليس شرطا أن يكون أساس ذلك اقتراحاتي السابقة بل المقصود هو القضاء على هذه الروح الاستغلالية في مقررات المدارس بأي وسيلة يراها سعادته كفيلة بذلك وإنا لمنتظرون.