إلى سعادة الشيخ محمد سرور الصبان
لا أريد أن أخاطبكم بألقابكم الرسمية، بل أوجهه إليكم خطابا شعبيا من أحد أفراد الشعب إلى رجل له مكانة ممتازة بين أفراد هذا الشعب؛ ويتمتع بثقة كبيرة من جلالة الملك وأنجاله وحكومته.
أخالكم – يا صاحب السعادة – أطلعتكم على ما كتبته بهذه الجريدة في عددها الصادر بتاريخ 10/3/71 عن حاجة البلاد إلى مؤسسة خيرية لمواساة منكوبي الحياة وندائي الذي توجهت به إلى رجال لنا عرفوا بحب الخير واشتهروا بالتضحية في سبيله وعلى رأسهم سعادتكم؛ ثم علقت في حديث آخر بالعدد السابق من الجريدة على الشعور الكريم الذي أظهره الكثير حيال هذا المشروع واستعداد الرأي العام لقبوله بعد الإيمان من جدواه.
نعم اطلعتم على ذلك فأردتم لكثرة مشاغلكم، والمهام التي تضطلعون بها، أن يتقدم أحد للاضطلاع بهذا المشروع ويؤدي عنكم هذا الواجب، ولكن لحسن حظ المشروع – أو لحسن حظكم على الأصح – أن أحداً لم يتقدم للعمل عدا سعادة الشيخ عبد الحي قزاز الذي استعد بالمشاركة لو احتضن سعادتكم هذا المشروع، وهناك آخرون كثيرون أعربوا في أحاديثهم عن اعتقادهم في نجاح المشروع لو تفضلتم فأضفتوه إلى مشاريعكم الخيرية.
أما والأمر كذلك فإني اهنئكم بهذا الشعور العام أولاً ثم أتوجه إليكم بهذا المشروع الإنساني النبيل لتضيفوا صفحة جديدة إلى سجلكم في أعمال الخير وطوبى لمن كان مفتاحا للخير.
واسمحوا لي – يا صاحب السعادة – أن أقص عليكم قصة قصيرة شهدت فصولها قبل يومين انفطر لها قلبي وانهمر لها دمعي، تلك القصة هي مشهد امرأة جاءت إلى المستشفى المصري لتعالج طفلها المريض، وعندما جاء دورها في الكشف أخرجت من بين ملاءتها البالية طفلا عاريا كيوم ولدته...
طفلاً عارياً في هذا الشتاء، لا تجد أمه ما تكسوه به.. مشهد تلين له أقسى القلوب، وتذرف له الدمع أجمد العيون.. منظر من أقسى مناظر البؤس الإنساني في هذه الحياة..
فكم بيننا مثل هذه المرأة!! لا نعرف عنهم شيئا لأنهم لا يسألون ولا يوجد إحسان منظم يبحث عن مثلهم.
إن أمثال هذه المرأة كثيرون والإحسان الفردي لا يؤمن لمثل هؤلاء حياة كريمة، ولن يحقق مثل هذه الحياة إلا مؤسسة كبرى تنظم الإحسان وتخفف من ويلات الحياة وتتيح للمحسنين الذين في أموالهم حق للسائل والمحروم أن يعبروا عن شكرهم لله الذي أسبغ عليهم نعمه، بالانفاق في سبيله.
إنني أناشدكم الله أولاً ثم الإنسانية، ثانياً أن تعملوا على إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ كما أخرجتم جمعية الإسعاف من قبل وإن كانت هذه المؤسسة أجل نفعاً، وأعظم أثراً، وأخلد ذكراً، وما على سعادتكم إلا أن تختاروا من ترشحونه للعمل تحت إشرافكم وتوجهونهم.
وفقكم الله وسدد خطاكم وأثابكم.
معلومات أضافية
- العــدد: 1115
- الزاوية: غير معروف
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.