الهندسة المعمارية
حديث اليوم دار بيني وبين طفل أو صبي على الأصح فقد سألت طالباً صغيراً يدرس بمدرسة ابتدائية عما يريد أن يتعلم إذا تخرج من المدرسة الثانوية فأجاب على الفور إنه يريد أن يكون "معلماً" فانصرف ذهني إلى أنه يريد أن يكون مدرساً ولم أفطن إلى غرضه إلا عندما قلت له لماذا لا تريد أن تكون طبيباً أو صيدلياً مثلاً وكان رده لأني لم أجد ولا معلماً وهو يعني مهندساً معمارياً واحداً وطنياً يتولى المسائل العمرانية عندنا فمهندسو أمانة العاصمة من الأجانب وكذلك عين زبيدة ومثل ذلك أكثر المقاولين والقائمين ببناء البيوت وخاصة العمارات الفخمة ولهذا فإني أريد أن أكون معلماً أخدم وطني وأتولى هذه الأعمال.
هذا هو الحديث الذي أثار في نفسي التساؤل لماذا لم يحاول أحد من الشباب المتعلم عندنا التخصص في فن المعمار وهندسة العمران ؟ لماذا لا يتخصص مواطنون في هذه الهندسة ويتعلمونها كما يتعلمون الطب والتجارة فيستطيعون أن يقيموا عمران بلادهم على أسس تتفق والذوق العام بها وتتناسب مع المناخ وطبقة الأرض؟!
وإلى متى ستظل الجهات المختصة عندنا والشركات تعتمد على المهندسين الأجانب؟!
ولماذا لا تفكر أمانة العاصمة وعين زبيدة والإنشاءات الحكومية إلى ابتعاث عدد من الشباب – كما تفعل وزارة الدفاع دائما لنعلم هذه الفنون المعمارية من هندسة مباني لهندسة مجاري وهندسة تخطيط المدن وغير ذلك مما تحتاجه هذه الجهات؟!
إنني أهدي هذا الحديث حديث الطفل رشاد عر عبد الجبار إلى المسئولين عن إدارة هذه الدوائر الثلاثة لعلهم يشاركونني الإحساس بما أحسست به عند سماع هذا الحديث والله من وراء القصد.
صاد
معلومات أضافية
- العــدد: 2053
- الزاوية: أحاديث الناس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: البلاد
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.