القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 168 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 14:22

نحو مستوى أفضل للمطوفين والحجاج 6

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

يدور جدل ومناقشات في أوساط المطوفين حول نقطتين إحداهما يكاد يجمع المطوفون عليها والأخرى لا نجد أثنين متفقين عليها.

فإذا قال قائل إن مهنة التطويف أصبحت في حالة سيئة وراح يعدد من صور السوء قال له 99% من المطوفين حق ما تقول.

وأما إذا قال هذا القائل إنا نريد إصلاح الحالة ومسح هذه الصور فإن 99% يتوقفون عن الموافقة على طريقة الإصلاح.

أما السبب في هذا التناقض العجيب فهو الإشاعات المغرضة التي يطلقها من يتوهمون أن في الإصلاح العام ضرراً على مصالحهم الخاصة مستغلين كلمة «النقابة» في تصوير المستقبل المظلم الذي ينتظر المطوفين إذا رضوا أن تكون لهم نقابة.

فهم تارة يقولون لهم أن الإصلاح المطلوب هو النقابة والنقابة معناها نقابة مشابهة لنقابة السيارات أي أن الحجاج سيوزعون بالواحد على جميع المطوفين وسيخص كل مطوف عشرة أو عشرون حاجاً أو حتى ثلاثون  وهو كلام مثير مسخط يصدقه بعض المطوفين فيثورون مشوهين دعوة الإصلاح الذي ندعو إليه، ونحن نؤكد للمطوفين جميعاً أن النقابة على هذه الصورة لن ندعو إليها ولن نقبلها ونراها مستحيلة وغير معقولة بل نحاربها إذا ما دعا إليها داع فإن الفرق كبير جداً بين المطوفين الذين يزيد عددهم على الألف كما نظن يعودوا إلى بلادهم وألسنتهم تلهج بالشكر لهذا البلد وحكومته وشعبه ولا نريد أن يذهب ربعهم- والربع كثير- حامدين شاكرين والثلاثة الأرباع ساخطون لا ناقمون كما هو الحال الآن رغم ما تبذله الحكومة من جهد ومال في هذا السبيل. إنا نريد لهذه الآلاف من الجنيهات  التي يتقاضاها السماسرة أن تظل داخل جيوب أبناء هذا البلد لتنفق فيه ويستفيد منها سكانه وينتعش بها إقتصاده.

إننا نريد أن يكون المطوفون جميعاً شركة تعاونية كبرى تقوم بمشاريع ضخمة جداً فتكون لهم مصانع وتكون لهم سيارات ويكون لهم صندوق خاص يعالج مرضاهم ويساعد فقيرهم ويواسى منكوبهم ويكفل أيتامهم ويؤوى أراملهم.

إننا لا نريد أن نساوى بين المطوفين جميعاً –الكسالى والعاملين- فنأخذ ثمرة العامل لنعطيها للهامل-كما يقول المروجون- ولكننا نريد أن نوفر هذه الأموال  التي تبدد على السماسرة وفي تغطية مصاريف السكن والخدمات الأخرى، نوفرها لتبقى في جيوب المطوفين أنفسهم يساعدون بها إخوانهم ويحفظون بها ثروة بلادهم.

في موسم 1373 أعلن مطوف أن يكفل مسكن الحاج بمكة ومنى وعرفات بخمس جنيهات فكان ذلك مثار دهشة المطوفين جميعاً وظل هذا المبلغ يتناقص نتيجة للمنافسة بين المطوفين بين عام وآخر حتى انتفى أو كاد في موسم حج سنة 1376 إذا أعلن مطوف - جميعناً نعرفه ونعرف حاله- أنه مستعد لتقديم هذه الخدمات مع السكن المكيف الهواء والماء المثلج مجاناً ولا أدرى بماذا سنفاجأ في سنة 1377 وما بعده إذا لم يتدارك الأمر.

وبين شركات السيارات التي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة.

ومن ثمة فإن قياس نقابة المطوفين على نقابة السيارات قياس مع الفارق الكبير...

وهم تارة يشككون المطوفين في مصير أموال النقابة وطوراً يشككونهم في مصير المهنة، وقد يخرجون منها إخراجاً وحيناً يقولون لهم أين الأمناء الذين يديرون لكم هذه النقابة وأحياناً يقولون لهم إن موظفي النقابة سيفرغون لكم صندوق النقابة على مرتباتهم إلى غير ذلك من الأقاويل المفزعة المرعبة  التي تجعلهم يفضلون الحالة  التي هم عليها الآن على ما يراد بهم.

والذي نريد أن نؤكده لإخواننا المطوفين هو أن هذه الأوهام والخيالات أشياء لا أساس لها إلا في رؤوس مروجيها ممن لهم مصلحة في بقاء الوضع هكذا وأن الإصلاح الذي ندعو إليه إن كان حمل أسم النقابة أو أي أسم آخر إنما هو في مصلحة الجميع وفيه الخير للجميع ولا نعنى المطوفون فقط بل نعنى المطوفين والحجاج وسمعة البلد وكرامة جميع أبنائه ولا نغالي إذا قلنا أن خيره سيعم أبناء هذا البلد ومن يقيم فيه.

إننا نريد للحجاج جميعاً أن يكرموا وأن يخدموا أو أن (البقية على الصفحة الرابعة).

وبعد إنتهاء موسم سنة 1373 وفي أوائل سنة 1374 نشرت جريدة الأهرام المصرية نبأ مفاده أن الحكومة المصرية تفكر في التعاقد مع المطوفين على إيواء الحاج وأداء جميع التسهيلات والخدمات وتخصيص عدد من المطوفين لكل محافظة أو مديرية.

وقد سبق مثل هذا التفكير لدى حكومة السودان وحكومة أندونسيا وبمجرد تنفيذه أي حكومة فإن الحكومات الأخرى ستقتدي بها وهكذا تتدخل الحكومات الأخرى في تنظيم أمورنا ونحن هنا عاملون في نومنا ننتظر التنظيم يأتينا من الخارج، فلماذا لا يفكر المطوفون أنفسهم في تنظيم أمورهم وحجاجهم ويسبقون تفكير حكوماتهم.

وبعد فإن الناس قد سئموا اللت والعجن في مسألة التطويف والمطوفين وكذا نحن أن نسأم لولا عقيدة راسخة وإيمان قوى في أن ما ندعو إليه إصلاح وخير والغلبة دائماً للخير مهما طال الطريق ومهما وضعت العقبات في هذا الطريق فإن قوة الخير ستذيب هذه العقبات كما تذيب هذه العقبات كما تذيب الشمس جبال الجليد وأن نور الإصلاح العام سيبدد حتماً ظلمات المصالح الشخصية كما يبدد النهار ظلمات الليل البهيم الأليل....

ونزولا على رغبة بعض إخواننا المطوفين فإننا سننشر في العدد القادم مشروعاً للإصلاح الذي نراه وندعو إليه ليطلع عليه المطوفون جميعاً ويناقشوه وأرجو من إخوانى المطوفين أن يدرسوه جيداً ويتفهموه وأن يبعثوا لي بملاحظاتهم وآرائهم لنشرها لنتعاون جميعاً على الإصلاح العام.

معلومات أضافية

  • العــدد: 40
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: حراء

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا